كلنا فنانون

كلنا فنانون
We Are All Artists

اتذكر المرة الأولى حينما وضعت الفرشاة في يد ابنتي ذات السنتين، كانت تسبح على طرف مقعدها الأحمر  أمام طاولتها الخشبية الصغيرة، وسرعان ما أدركت أن بامكانها استخدام عصير التوت في كأسها لتخط أولى شخبطاتها الفريدة على الورق، كم كان ذلك ملهما ومشجعا لي، أن أرى ابنتي تحفز كل طاقتها لتستكشف امكاناتها الجديدة، بكل تركيز  واستغراق.

الأطفال يفتنون بقدرتهم على ابتكار أشياء جديدة تكتسب وجودا مستقلا عنهم، إن بهجة الإبداع لا يحدها عمر، ولكن للأسف مازال هناك من الأطفال من يكبرون وهم مقتنعين أنهم يفتقرون للمهارات الإبداعية، ويبدأون في التمسك بعبارات مثل "أنا لست مبدع" أو "أنا لا أستطيع أن أرسم".

إن الصفوف الدراسية هي المكان الذي يجب أن يرعى أشكال مختلف من الإبداع ويحارب تلك المقولات الزائفة الخاصة بقصور الإبداع على قلة من الأطفال، يمكن صياغة التعلم بالشكل الذي يجعله بوابة لاكتشاف الطلاب للإبداع في ذواتهم، إن الإبداع والخلق هي مكملة للبهجة والبحث والتحليل والتعبير والهوية.

ست استراتيجيات لدمج الفن في التعلم:
إليكم هذه المجموعة من الاستراتيجيات السهلة التي يمكن لكل معلم أن يستخدمها ببساطة خلال دروسه، ولا تحتاج إلى تكلفة مادية ولا تستغرق وقتا أكثر من المخصص لدرس، وتساعد على رعاية أشكال مختلفة من الإبداع في الصف:

1.       التعبير عن نصوص أو أفكار باسكتشات (رسم تخطيطي) سريعة
في بعض الأحيان بعد قراءة قصدية ما معا، سأطلب من كل طفل أن يرسم سريعا أول فكرة تخطر على عقله، كوسيلة لكي نبدأ نقاشنا حول القصيدة.
2.       التعبير الجسدي عن الأفكار والمشاعر
عند قراءة نص مؤثر، يمكن أن تقوم كل مجموعة بابتكار سلسلة من التماثيل الجامدة أو التابلوهات الفنية بأجسادهم، لتوصيل أفكارهم، بعد ذلك تقوم كل مجموعة بعرض تجسيدها الفني أمام الصف كله.
3.       الكتابة الإبداعية من منظور مغاير
يمكن أن نطلب من كل طالب أن يعيد صياغة الدرس بلغة شعرية او نثرية، سواء كان مقالا أو قصيدة أو خطاب أو خطبة لشخصية تاريخية
4.       ابتكار تعبيرات فنية على صفحة
يشعر بعض الطلاب بالسعادة حين يقومون برسم خشصية من قصيدة أو رواية، بينما قد يبدع آخرين بأستخدام الرموز والأشكال للتعبير رمزيا عنها، مرفق مجموعة من الرسوم التي قام بها طلابي، تمثل مدى واسع من التعبيرات البصرية عن دروسهم
5.       تحويل الصف إلى جوقة (كورس غنائي) أغريقية
دور الجوقة في المسرح الأغريقي كان ملاحظة الأفعال خلال المسرحية والتعقيب عليها، بعض النصوص تستدعي أن نقوم بتلك الاستجابة الإبداعية اللحظية في غرفة الصف، أكلف مجموعة من الطلاب بالقراءة التمثيلية (التعبيرية) للمشهد، ثم أوقف المشهد وأطلب من الطلاب للتعليق و/أو تقديم النصيحة، قبل استكمال القراءة مرة أخرى.
6.       استخدام الفن لتقديم أفكار ومفاهيم
يمكننا، كما قمت بذلك مرات عديدة، أن نجد العديد من الأشكال الفنية التي تساعدنا على تقديم أفكار جديدة للطلاب، لتعمل على تسهيل فهمهم واستثارة استجابتهم الإبداعية لأعمال عاطفية وعقلية، وهناك العديد من الفنانين والأعمال الفنية التي يمكن أن تشكل إلهاما ممتازا لمشاريع الطلاب واستقصائاتهم.

التدريس كممارسة إبداعية

تسمح الفنون للطلاب بالخوض بكل سهولة وعمق إلى الأفكار الكبرى، واستكشاف طرق جديدة للتفكير والحياة، كما تساعدهم في التغلب على ذلك التقسيم المزعوم بين المواد والموضوعات المختلفة، الذي توجده المدرسة، أؤمن بعمق بقوة الفنون ومبدأ الإبداع الفطري، مازلت أمسك نفسي متلبسا بالانسحاب من تجارب مهمة أو الاستماع إلى الهواجس المثبطة، إلا أنني استخدم تلك اللحظات لتذكيري أن أحيا ما أؤمن به وما أدرسه.

وبالاضافة لممارسة فن التدريس، أهدف إلى أن أحيا مغمورا في الإبداع والخلق والآداء، ادفع نفسي باستمرار لأكون متعلما ومبدعا جنبا إلى جنب مع طلابي ، ارسم حين يرسمون، اشاراك في ادائهم لتماثيل أو لوحات فنية، اشاركهم الخبرات والأفكار باستمرار، التعبير والإلهام يمكن أن يكون لغة مشتركة للتعلم واستكشاف العالم، إن بهجة الاستكشاف والتعبير يجب أن تكون حقيقة لنا كلنا، بغض النظر عن العمر.

الكاتب:  Joshua Block
العنوان الأصلي للمقال:


0 التعليقات :

إرسال تعليق