خمس عشرة سمة لمعلم القرن الحادي والعشرين



خمس عشرة سمة لمعلم القرن الحادي والعشرين
15 Characteristics of a 21st-Century Teacher

تؤثر التكنولوجيا الحديثة في العديد من مجالات حياتنا، مثل طرق تواصلنا وتعاوننا، وبالطبع كذلك طرق تدريسنا، ويأتي مع ذلك التوسع الهائل في مفرداتنا وما نتج عنه في تعريفات جديدة مثل "المواطن الرقمي" و"المهاجر الرقمي" ، وكذلك موضوع المقال: معلم القرن الحادي والعشرين.

حاولت خلال كتابتي للمقال أن اتذكر إذا ما كنت قد سمعت من قبل عبارة مثل "معلم القرن العشرين" أو "معلم القرن التاسع عشر"، وبالاستعانة بمحرك البحث جوجل Google صدق حدسي، ما من شيء كهذا، أما تغيير العبارة من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين فيؤدي لنتيجة مختلفة تماما، مدرسة القرن الحادي والعشرين، تربية القرن الحادي والعشرين، معلم القرن الواحد والعشرين، مهارات القرن الحادي والعشرين.....إلخ، ومن ثم انتقلت للبحث عبر تويتر Tweeter  وموقع أمازون للكتب  Amazon books، وأعطت بالمثل نفس النتيجة، ما من شيء عن تعليم القرن العشرين، وفيض من العناوين عن التعليم والتعلم في القرن الحادي والعشرين.

إذا من الواضح أن التعليم في القرن الحادي والعشرين هو ظاهرة مختلفة كليةً، لم يحدث من قبل أن يتسع نطاق التعليم كما هو حادث الآن، في كل زمان ومكان، وعن أي موضوع قد يخطر ببالك، مدعوما بكل الوسائل الممكنة لتحاكي طبيعة تعلم كل شخص، لكن ماذا يعني أن تكون معلما للقرن الحادي والعشرين؟

إليك خمس عشرة سمة لمعلم القرن الحادي والعشرين:

1.       الصف المرتكز على المتعلم والتدريس التفريدي
لم يعد هناك مجال لتلقين المعلومات، حيث يمتلك كل الطالب الفرصة للولوج إلى المعلومات، أو التدريس وفق أسلوب "محتوى واحد يلائم الجميع"، للطلاب شخصيات وأهداف وحاجات مختلفة، وتقديم تدريس متفرد هو أمر ممكن بل وضروري كذلك، عندما يكون متاح للمتعلم أن يختار فإنه يشعر بتملكه للتعليم، مما يزيد من دوافعه ومجهوده، تلك وصفة ممتازة لمخرجات تعلم أفضل.
2.       المتعلم كمنتج.
يمتلك طلاب اليوم الأدوات الأحدث والأعظم، إلا أن استخدامها في الأغلب لا يتجاوز التواصل مع الأصدقاء والأهل، كتابيا أو  عبر المحاثات، وعلى الرغم من أنهم  مواطنين رقميين، إلا أن معظمهم مازال بمنأى عن المشاركة في إنتاج أي منتج رقمي.
ومع أنهم يمتلكون أجهزة غالية تتيح لهم إنتاج مدونات، إنفوجرافيك، كتب، فيديوهات تعليمية أو (كيف تصنع كذا) أو (كيف تقوم بكذا) والعديد من المنتجات الرقمية الأخرى، إلا أنهم في الغالب مطالبين أن يطفئوها في الصف والعمل على أوراق العمل والمواد الورقية.
والمحزن، ليس فقط هو أن الطلاب يرمونها بمجرد الانتهاء من الامتحان، ولكنهم حتى غير راغبين في العمل عليها أثناء الدروس، أو الاحتفاظ للعودة إليها فيما بعد، وفي المقابل ما أن تتاح لهم الفرصة فإنهم يقدمون منتجات جميلة ومدونات أو أفلام أو قصص رقمية إبداعية، والتي يفخرون بها وبمشاركتها مع الآخرين.
3.       تعلم التقنيات الناشئة.
لكي تتمكن من تقديم اختيارات للمتعلم، فمن المفيد أن تكتسب خبرة عملية من خلال الممارسة، وبما أن التقنيات تتطور باستمرارـ فإن تعلم أو تعليم أداة واحدة ليس بخيار أصلا، الخبر الجيد أن التقنيات الحديثة هي جديدة على كل من المعلم والمتعلم، ويمكن للفرد اللجوء إليها في أي وقت، يمكن الرجوع إلى أحد المواقع الذي سيبقيك على اطلاع متجدد بالتقنيات المستخدمة في التعليم www.lynda.com
4.       التوجه العالمي
تمكن الأدوات المعاصرة أي فرد من التعلم عن الأماكن والأشخاص الآخرين مباشرة، صحيح أن الكتب مازالت نافعة، إلا أنه ما من خبرة تعدل التواصل مع أشخاص من أماكن أخرى في العالم لتعلم اللغات والثقافات وتطوير مهارات التواصل.
من المخجل في ظل كل هذه الأدوات المتاحة، أن نتعلم عن الأشخاص والثقافات والأحداث الجارية فقط من وسائل الإعلام، في حين أننا يمكننا التواصل معه مباشرة، نأمل أن تعليم الطلاب استخدام هذه الأدوات في زيارة أي ركن على ظهر الكوكب، ستجعلنا أكثر معرفة وتعاطفا.
5.       كن ذكيا واستخدم هاتفا ذكيا
مرة أخرى، عندما نشجع الطلاب على النظر إلى أجهزتهم كأدوات مفيدة، فإن ذلك سيشجع المعرفة أكثر مما هو للالتهاء، إنهم بالفعل يستخدمونها. اتذكر  في سنواتي تدريس الأولى حينما لم أكن أسمح بالهواتف الخلوية في صفي، ومن ثم كنت أحاول أن أقوم بتوضيح كل المفردات الجديدة والإجابة على أي تساؤل بنفسي ، لم أعد حتى أفكر بعمل ذلك الآن.
لقد تعلمت أن الطلاب مختلفون ولديهم حاجات مختلفة من المساعدة حينما يتعلق الأمر بأسئلة أو مصطلحات جديدة، لذلك لم يعد هناك حاجة لتضييع وقتي وجهدي في شرح قد يستفيد منه طالب أو أثنان على الأرجح، وبدلا من ذلك، تعليم الطلاب الاستقلال وكيفية التوصل للإجابات بأنفسهم سيجعل من الصف بيئة مختلفة.
لقد شهدت تغييرات إيجابية منذ بدأت في النظر إلى أجهزة الطلاب كأدوات مفيدة، في الحقيقة في الكثير من الأحيان أجيب "لا أعلم...استخدموا جوجل وأخبرونا"..وياللفرق في الاستجابة والنتائج!
6.       التدوين
أشرت مسبقا لأهمية أن يقوم كل من الطالب والمعلم بالتدوين، حتى الطلاب المبتدأين في اللغة الانجليزية يلمسون قيمة الكتابة لجمهور حقيقي وتأسيس وجودهم الرقمي، أن تدون أو لا تدون لم يعد هذا بسؤال مطروح على الإطلاق!
7.       التوجه الرقمي
هناك فائدة أخرى في الاستغناء عن العمل الورقي، تنظيم مصادر ونشاطات التعلم في مكان (موقع) واحد خاص بك، واستخدام التكنولوجيا في ذلك يرتقي بالتعلم إلى مستوى أعلى، مشاركة الروابط والدخول في نقاشات رقمية، يمكن الطلاب من الولوج إلى المصادر  ومشاركتها وتنظيمها بسهولة، على عكس الطوفان الورقي.
8.       التعاون
تسمح التقنيات بالعمل التعاوني بيم المعلمين والطلاب، انتاج المصادر والعروض والمشاريع الرقمية بالتعاون مع زملائك الآخرين وطلابك سيجعل من بيئة الصف شبيه بالعالم الحقيقي، ويجب ألا بقتصر التعاون على تبادل الوثائق والبريد الالكتروني وعروض الباوربوينت، فهناك العديد من الطرق التي تجعل من العمل التعاوني فرصة عظيمة للتطور المهني، وتنمية خبراتنا إلى حد بعيد.
9.       استخدام التخاطب الكتابي عبر تويتر Twitter Chat
ما من طريقة أرخص ولا أعظم تأثيرا على التطور المهني من الحوار عبر تويتر، مشاركة الأبحاث والأفكار، والبقاء على إطلاع بأحدث المستجدات في مجالك، وبالتالي النمو المهني وتوسيع المعارف والخبرات بقدر ما ندخل في نقاشات مهنية يومية، حيث لم تعد المؤتمرات هي المجال الوحيد للاطلاع على الخبرات الحديثة وبناء شبكات وجماعات النمو المهني.
10.   التواصل
تواصل مع الأفراد الذين يملكون نفس توجهاتك العقلية، حيث تسمح لنا تلك الأدوات بالتواصل مع أي شخص في أي مكان بأي وقت، هل لديك سؤال لأي خبير أو زميل؟ ببساطة تواصل معه عبر الشبكات الاجتماعيى: تابع واشترك واسأل وأخبر.
11.   التعلم القائم على المشاريع
إن المجال مفتوح أمام الطلاب الآن للوصل إلى مصادر أصيلة عبر الانترنت، وخبراء في أي مجال بأي مكان بالعالم، وزملاء يتعلمون نفس الموضوعات في أماكن أخرى بالعالم، إن التدريس باستخدام الكتب هي ممارسة تنتمي لعالم الأمس، حينما لم تكن هناك خيارات أخرى، إن طلاب اليوم يطورون أسئلتهم الخاصة، ويمارسون أبحاثهم، ويتواصلون مع الخبراء، ويبتكرون مشاريع يمكنهم نشرها باستخدام الوسائط الحديثة، والأجهزة التي هي أصلا بين أيديهم، كل ما يحتاجونه من معلمهم هو التوجيه.
12.   عزز بصمتك الرقمية الايجابية
يبدو هذا وكأننا أشرنا إليه سابقا، إلا أنه من الضروري على معلم اليوم أن يصمم آليات الاستخدام المناسب للوسائط الاجتماعيةـ كيف ينتج محتوى تعليمي قيم وينشره، وكيف ينتج مصادر قابلة للمشاركة مع الآخرين، من الطبيعي أن المعلمين يرغبون في استخدام الشبكات الاجتماعية لأغراضهم الشخصية ونشر أفكارهم وصورهم، إلا أننا لن نستطيع أن نطلب من الطلاب ألا يستخدموا تلك الأدوات بصورة غير ملائمة إذا كنا نفعل ذلك، إن ممارسة السلوك الاحترافي في الصف كما عبر الانترنت سيساعد في بناء شخصيات الطلاب الايجابية عبر الانترنت، كما سيساهم في تبنيهم للأفعال الملائمة.
13.   البرمجة
ربما يبدو ذلك للبعض أمرا معقدا، إلا أن البرمجة هي أشبه بتعلم القراءة والكتابة في عالم اليوم، وكما كان القلم هو  أداة القرن الماضي، حيث لم يكن من المتخيل أن معلما غير قادر على استخدامه، كذلك يجب على معلم اليوم أن يكون قادر على التعامل مع "قلم اليوم" وهو كتابة البرمجيات (البرمجة).
إن تعلم البرمجة أمر مشوق، كم هو رائع أن تكتب صفحة بلغة HTML، وحتى لو كانت هناك سبل أخرى لذلك، فإن تعلم البرمجة، كما في أي أمر آخر، خطوة بخطوة ستقودك إلى قطع شوط طويل في اتقان ذلك، ويمكن الوصول إلى العديد من المصادر التي قد تساعدك على البداية في ذلك، من خلال نفس الموقع السابق.
14.   الابتكار
ادعوك لأن توسع من أدواتك وتجرب طرق جديدة لم تألفها من قبل، مثل التدريس باستخدام الشبكات الاجتماعية، أو استبدال الكتب المقررة بمصادر عبر الشبكة العنكبوتية، ليس من أجل الأدوات في حد ذاتها، ولكن من أجل الطلاب.
حيمن استخدم مثلا الفيديوهات الموجودة عبر TED talks وبناء أنشطة حولها، فإن التغذية الراجعة من طلابي تكون مختلفة تماما، لقد أحبوها، كما أحبوا استخدام الفيس بوك Facebook  في النقاشات والاعلانات الصفية، إنهم يقدرون الحداثة، ليس الأدوات فحسب، ولكن الطرق المشوقة والإبداعية الجديدة في استخدام هذه الأدوات.
15.   استمر في التعلم
بقدر ما تظهر وتتطور تقنيات حديثة، فإن التعلم والتكيف هو أمر أساسي،  الخبر الجيد هو: إن ذلك ممتع، ومجرد تخصيص عشرين دقيقة يوميا، سوف تحلق بك بعيدا في هذا المجال.

كاتبة المقال: Tsisana Palmer 
العنوان الأصلي لمقال:


0 التعليقات :

إرسال تعليق