كل الأطفال يمكنهم
البرمجة: أربعة عوامل للنجاح
بدأ التغير منذ اليوم الأول في
الدراسة، حينما دخل الطلاب مختبر الحاسوب غير مدركين أن تعلمهم للتكنولوجيا لن
يعود كما كان من قبل، لقد تم استبدال دروس الحاسوب القديمة بمنهاج في البرمجة، نضج
الطلاب بحماس ومتعة من خلال الابداع والتصميم والانتاج، واستكشاف أدوات لم
يستخدموها من قبل، كمربين، حاولنا أن نزيل كل العوائق وتأمين بيئة تعلم غير
محدودة، صرح طالب من الصف السادس بفخر : من خلال البرمجة يمكنني ابتكار ألعاب
وبرمجيات لعلاج السرطان.
ومع المضي في العام الدراسي، شعر بعض
الطلاب بخيبة الأمل مع إدراكهم أن البرمجة هي ليست بالأمر السهل، شجع المعلمون
الطلاب ودفعوهم مثل مدربين على الخط أثناء المباراة، تعلم الطلاب العزم بصدق،
وطوروا مهارات التفكير الناقد، وفي نهاية العام، قرر أحد طلاب الصف الرابع "
اتمنى أن استمر في تعلم البرمجة لأنها يمكن أن تساعدني كثير طوال حياتي، كما أنها
ستساعدني في دراستي الجامعية"، عبارات مثل هذه هي أكثر عمقا من اعتباراتنا
لطلاب في هذه الشريحة الديموغرافية.
بعد التأمل في ما قمنا به من تدريب
أكثر من 5500 طالب على برمجة الحاسوب، يمكن تقرير أربعة عناصر مفتاحية يمكن أن
نرجع إليها نجاحنا:
1.
رشاقة المعلمين:
معظم
تحقيقنا للجاذبية في بداية العام الدراسي يرجع للرغبة والقدرة من جانب المعلمين
على البدء في منهاج جديد تماما، عادة ما تستغرق المدارس والمديريات أشهر من
التحضير لمنهاج جديد وتبنيه في اللغة أو الرياضيات أو العلوم، ندرة هي المدارس
التي تدرس موضوع جديد تماما، وما شعرنا به خلال تلك التجربة أننا نحلق بطائرة
أثناء بناءنا لها، وبالرغم من ذلك تم
تقديم دروس البرمجة منذ الأسابيع الأولى في الدراسة، وفعليا قضى المعلمين
المنخرطين في العمل باقي العام في تطوير أنفسهم ووتحسين المحتوى المعرفي، عمل المعلمون
جنبا إلى جنب مع الطلاب على مواقع تقدم دروس البرمجة مثل Khan Academy و code.org ، حينما لم
يتمكن المعلمون من تقديم أجوبة على أسئلة الطلاب، كانوا يطلبون من الطلاب أن
يكتشفوها بأنفسهم، ويعودوا ليعلموهم، في أحد المدارس قام المعلمون بعمل استثنائي
في تدريس مقرر البرمجة وهو تماما جديد بالنسبة لهم.
2.
انخراط المجتمع
في بداية
عملنا أدركنا أن الكثير من الناس مازالت تظن أن المبرمج هو ولد غريب بنظارات غليظة منعزل في غرقة مظلمة بسبب افتقاده للمهارات الاجتماعية، كان يجب أن يقتنعوا أن أي
طفل بامكانه تعلم البرمجة، ولهذا فقد اطلقنا مجموعة من المشاريع لتغيير روح العصر، بدأنا بالتحدث عن مزايا تعلم
البرمجة بكل لقاء ممكن، حتى في اجتماعات المجلس المحلي، أحد الأساليب المهمة لخرط
المجتمع كان تبني برنامج "ساعة من البرمجة" خلال أسبوع علوم الحاسوب،
خلال الأسبوع كل العاملين (من عمال المطعم وحتى الإدارة) تحدوا لاكمال ساعة من نشاطات البرمجة المقدمة من
خلال code.org ، وبنهاية الأسبوع كان 66% من
الطاقم قد أنهى الهدف، العديد من الموظفين قضوا ساعات من العمل في تجربة منهاج
الطلاب وشعروا بمتعة لذلك.
كما
نظمنا حدث محلي قمنا خلاله بدعوة الآباء والقادة ليتعلموا من طلابنا كيف يكتبوا
برمجيتهم الأولى، مئات من الناس، بما فيهم عمدة المدينة، حضروا اللقاء وكان النجاح
باهرا.
3.
منهاج مجاني وسهل
المنال
أحد
عوامل النجاح الأساسية هو أن كل مواد المنهاج حصلنا عليها مجانا، حصل المعلمون على
دورات تطوير مهني مجانية من code.org و
khan academy و scratch، هذه المنظمات التعليمية غير
الربحية مكنتنا من تخفيض النفقات والدخول فورا في تعديلات جوهرية على طريقة
تدريسنا للحاسوب، بنفس الميزانية الروتينية التي نحصل عليها، وعلى الرغم من أنها
مصادر مجانية إلا أنها كانت عالية الجودة، فمثلا code.org قدمت فيديوهات تعليمية من قبل كل المبرمجين
المشهورين مثل بيل جيتس ومارك زوكربيرج وسوزان وجوكيكي، إلا أن ذلك لا يعني أيضا
أننا لن نستمر في البحث عن المصادر الأفضل لطلابنا، هدفنا هو الاستمرار في تقديم
أفضل فرص النجاح لطلابنا في تعلم الحاسوب.
المنهاج
الرقمي سمح أيضا للطلاب في العمل بسرعتهم الذاتية، كان جزءا من أهدافنا هو تأمين
بيئن تعليمية لا تحد من إنجاز الطلاب، أدركنا أنه يجب علينا أن نعيد صياغة دور
المعلم، حيث الاحتفاء بالاختلاف بين الطلاب والمعلم ما هو إلا ميسر، نادرا ما مارس
المعلمون تدريس جماعي، وبدلا من ذلك تم الاعتماد على تشجيع عمل المجموعات الصغيرة
والتعاون بين الأقران، وبما أن كل طالب يسير بسرعته الخاصة، فلم يهمنا أن ينهي
الطالب مساق برمجة 2 على code.org في
آيار أو آب، بقدر اهتمامنا أنه بمجرد انهائه يلتحق بالمساق برمجة 3، وما أن يؤسس
الطلاب فهم صلب لمفاهيم الحوسبة حتى ينتقلوا للمساق المقدم على khan academy
وعلى
الرغم أن أيا من طلابنا لم يبلغ تلك النقطة حتى الآن، فإن الخطوة التالية ستكون
تعلم مدخل إلى لغة البرمجة Java
المطروح على Kan Academy.،
ومع بلوغهم هذه المرحلة، سيكون تقدمهم بحق غير محدود.
يمكنهم
بعد ذلك اختيار بناء تطبيق للغة الاندرويد من خلال MIT App Inventor أو لغة Ruby من خلال Codeacademy
أو بناء لعبتهم الخاصة مع khan academy، لقد شهدنا مشاريع بارزة لطلاب
العام الماضي، ونتوقع إبداع أعظم في السنوات القادمة.
4.
تطوير مهني أسبوعي
العامل
الأخير الأكثر حسما كان كم التطور المهني المقدم لمعلمي البرمجة، حيث واظبوا على
لقاءات تطوير مهني كل أربعاء بعد الدوام، كل منهم امتد لسبعين دقيقة، تعلموا
خلالها استراتيجيات لتطوير تعليمهم، ثقافة الصف، استراتيجيات الطلاب في التعلم،
التقويم...وغير ذلك
كما
أنتظم المعلمون في اجتماعات عناقيد لمدة ساعة كل أسبوع، تم تخصيصها للتعاون على
مشاريع، تحسين المحتوى، والعمل على علاج مواطن الخلل، لم يكن يغادر المعلمين بمجرد
انتهاء اللقاء، بل استمروا للعمل معا لساعات في دعم كل منهم للآخر.
كما كان
من المهم تخصيص موقع للارشاد والتوجيه لمجموعة متخصصة من المعلمين، معلموا
التكنولوجيا كلفوا بمهمة خاصة وهي توظيف خبراتهم السابقة في تدريس المعلمين وزيادة
حصيلتهم المعرفية ومهاراتهم في البرمجة، من خلال تطوير مهني أسبوعي وارشاد مساعد،
استطاع المعلمون تطوير مهارتهم بشكل متواصل خلال العام الدراسي.
أما
بعد..
مهمتنا
هي أن تقدم مدارس المقاطعة الوجهة الأفضل لطلابنا من خلال تقديم فرص تعليمية مميزة
لتعلم البرمجة الحاسوبية في كل المستويات العمرية، ونتوقع من خلال ذلك أن يكون
طلابنا أكثر استعدادا للدراسة الجامعية والحياة المهنية، لا ننوي أن ننتج جيل من
المبرمجين بقدر همنا بأن نثري حياة طلابنا
بمهارات القرن الحادي والعشرين.
وبرغم
ذلك فإن قطاع هام من طلابنا أقادوا بأنهم سيستمرون في البرمجة حينما يكبرون (53%
نعم، 39% لا، 8% ربما) العديد منهم أدركوا أنهم بحاجة لهذه المهارات في حياتهم
المهنية حتى لو لم يحترفوا البرمجة، على سبيل المثال، طالبة من الصف السابع ردت باللهجة
العادية لطالبة من الصفوف المتوسطة " أرغب في أن أحترف فيزياء الفضاء، لذلك
نعم من المهم أن اتعلم البرمجة" طالب آخر أفاد "أرغب في تعلم البرمجة
لمساعدتي في مجال صناعة الموضة، وسيكون ذلك جزء من مهارتي في السيرة الذاتية"
لقد أدرك هؤلاء الطلاب كيف أن ذلك المساق تدريب
هام لمستقبلهم، "أرغب في الاستمرار في تعلم البرمجة حينما أكبر لأن ذلك مهم
لتركيزي، وقد يكون مفيد لحياتي العملية" كما أن هناك طلاب أفادوا برغبتهم في
أن يصبحوا مبرمجي حاسوب "واحد من الأشياء التي أرغب في عملها حينما أكبر هو
تطوير الألعاب، وكما تعلم، البرمجة هي جزء مهم من ذلك.
لقد من
الواضح بشكل كبير لطلابنا ومعلمينا وأولياء الأمور، ا، المبادرة الخاصة بتعليم
الطلاب الحوسبة انطلقت بنجاح عظيم، وما من شك كذلك في النجاح المستقبلي لهذا البرنامج
كاتب
المقال: جرانت سميث Grant Smith ،
منسق التكنولوجيا وصاحب مبادرة "كل الطلاب يبرمجون"
رابط
المقال الأصلي:
0 التعليقات :
إرسال تعليق