التقييم التكويني تقييم تحويلي

التقييم التكويني تقييم تحويلي
Formative Assessment Is Transformational!
أظن أن التقويم التكويني (البنائي) هو واحد من أهم الأشياء يقوم بها المعلمون، والتي فعلا يمارسونها، في الحقيقة فإن المدرسين العظماء هم من يستخدمون التقييم التكويني سواء أدركوا ذلك أم لا، ربما لا يكون التقييم التكويني جديدا، ولكن بلاشك آخذ في التبلور على شكل عناصر ومكونات محددة هي حاليا مثار الاهتمام، حينما يمارس المعلمون التقييم التكويني، فيمكن أن تكون خبرة "تحويلية" لهم أنفسهم كممارسين، والأهم من ذلك، لطلابهم.

التحول في نظام العلامات
حينما يفحص المعلمون فهم الطلاب لموضوع ما، فإنهم يقومون بذلك كوسيلة للتأكد أن الطلاب سيمكنون من تجاوز التقويم الختامي (التلخيصي)، من المهم التذكر أن التقييم التكويني هو تقييم من أجل التعلم وليس تقييم التعلم، بعكس التقييم الختامي الذي هو بطبيعته تقييم للتعلم، وبالتالي فإن دفتر تقييم (الذي يستخدمه) المعلم يشهد تحولا، فباستخدام التقييم التكويني، يكافيء المعلم الطالب على أقصى أداء له وليس أدنى أداء له، فيعكس التقييم التكويني بدقة أكبر  كفاءة الطالب في المحتوى والمهارات المطلوبة، أي أن التقييم التكويني يقود لنظام علامات أكثر عدالة وإنصااف.

التحول في التدريس
يعمل المعلمون على نحو أكثر ذكاء وليس أكثر جهدا، حينما يستخدمون التقييم التكويني، من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها معلم هو  الإفراط في تبسيط العملية لتلاءم التدريس التقليدي (التلقين)، فالتقييم التكويني يوضح الفروق بين الدرجات بشكل أكثر دقة، وبالتالي يصعب أن يتم استخدامه على هذا النحو، على سبيل المثال، يقوم المعلم بجمع استجابات الطلاب حول مفهوم معين في نهاية الدرس، واكتشف أن ثلث الطلاب تقريبا اخفقوا في استيعاب هذا المفهوم، ومن ثم يعود في اليوم التالي ليعيد شرح الدرس لكل الصف، عذرا ولكن أظن أن هذا غير منطقي! فقط ثلث الطلاب هم في حاجة للمراجعة بينما البقية جاهزين للتقدم

هنا يجب ان يستخدم التقييم التكويني من أجل التغذية الدافعة إلى الأمام، أو اتخاذ القرارات الصحيحة على شكل خطوات تعليمية تالية، كما يجب عليهم أن يسبروا كنه التشوش وهل هو خطأ أو مجرد غلطة، إذا ما كانت مجرد غلطة فما من حاجة لإعادة تدريس نفس المفهوم أما إن كان خطأ يشير إلى أن تدريس لابد أن يحدث، طالما كانت هناك مشكلة أو فجوة في التعلم، وربما تكون تلك الخطوات التدريسية التالية تشمل كل الصف كما يمكن أن تكون على شكل دعم فردي أو تدريس جماعات صغيرة أو أيا من أشكال تفريد التعليم، وبشكل شامل، يحقق للمعلم التدريس المناسب في الوقت المناسب طالما كان تدريسه متجاوب مع حاجات طلابه، أكثر من استجابته للعوامل الأخرى

التحول في تعلم الطلاب
يستخدم المعلمون التعليم التكويني ليدع الطلاب يعرفون في أي موقع هم من الرحلة التعليمية، لم يعد التقييم مفاجأة، أصبح تعلم الطلاب أكثر شفافية وتفريدا، وبالإضافة إلى التعلم في الوقت المناسب يحتاج الطلاب كذلك التغذية الراجعة الفورية، ويعتمد المعلمون على التقييم التكويني لتوفير  تغذية راجعة محددة وعملية، يمكن أن تساعد الطلاب على تحسين عملهم والبحث عن مصادر جديدة، وانخراطهم في تعلم يراعي مصالحهم (احتياجاتهم)، مما يؤدي بالنهاية إلى ارتفاع قدرة الطلاب جميعا على النجاح، طالما أن كل الطلاب يجدون ما يحتاجونه في الوقت الذي يحتاجون إليه- وهو ما لن يتحقق عندما يخمن المعلم ما هم بحاجة إليه-، وما الذي يحدث بعد ذلك؟ الطلاب ينخرطون بشكل أكبر في التعلم، طالما كان أكثر ارتباطا بهم وذو معنى بالنسبة لهم

صف التمكين
تحول آخر هام يحدث عندما يمارس المعلم التقييم التكويني، تتحول غرفة الصف لموقع للتمكين، حيث يتمكن الطلاب من امتلاك عملية التعلم، يعرفون أين هم وما الأهداف التي يمكن أن يحددوها للخطوات القادمة، حينما يعطون القوة للخطأ من أجل التقدم، وأنه لم تضع الفرصة بعد للتعلم، كذلك فإنه تمكين للمعلم من خلال إتاحة الفرصة لهم أن يتخذ قرارات صحيحة لملاقاة احتياجات طلابه.

وفي الحقيقة، أود أن أدفع الأمور خطوة إلى الأمام، تذكر أن التقييم التكويني ليس تكوينيا إلا عندما تحدد أنت ذلك، والتقييم النهائي ليس نهائيا حتى تحدد أنت ذلك، يمكنك كمعلم أن تستخدم حكمك المهني، وتمتلك الصلاحية لاتخاذ القرارات السليمة لطلابك كأفراد ولصفك بأكمله كجماعة من المتعلمين.

وتذكر أن التقييم التكويني يبدو مختلفا، بل يجب أن يكون كذلك، وهو يتضمن اللغة والأسئلة الشفوية، تقييم المشاريع، تقييم الآداء، المهمات الكتابية، أنشطة الحركة والإيماء، الأدوات التقنية..... وما إلى ذلك من الأدوات، وليس بالضرورة أن تكون دائما على شكل تقييم واسع، ولكن يمكن أن تكون سريعة وفعالة كذلك كأداة لفحص الفهم، واتمنى أن تكون ملاحظاتي ههنا تدعم ما تقوم به كمعلم بشكل جيد.

المعلمون العظماء يعرفون طلابهم، يقومون بالتعديل على عملية التعلم والتأمل فيها وتبجيلها، عندما يتبنى المعلموت التقييم التكويني ويتستخدمون أدواته باستمرارـ فإنهم حقا معلمون تحويليون.


كاتب المقال: Andrew Miller
العنوان الأصلي للمقال:





0 التعليقات :

إرسال تعليق