توظيف STEAM في مرحلة ما قبل المدرسة

توظيف STEAM في مرحلة ما قبل المدرسة

شفاء عمر عطيوي


و من خلال سعيي لاختيار موضوع مميز ويؤثر بشكل ايجابي على طلابي في مرحلة ما قبل المدرسة (الروضة)، قمت أنا و أستاذي باستعراض مشكلات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة وكيف يمكن التغلب عليها، كان يؤرقني انه ما زالت العديد من الروضات تتبع المنهجيات التقليدية التي أساسها التلقين والترديد والاستماع للمعلم فقط والتي تؤثر بشكل سلبي على مهارات الطلاب، والتي تجعلهم سلبيين وغير قادرين على الربط بين الموضوعات المختلفة أو أداء المهمات المناسبة لعمرهم.
اقترح علي أستاذي فكرة تطبيق إستراتيجية STEM و بعد الاطلاع على منهجية STEMوهي  اختصار لأربعة  كلمات "علوم – تكنولوجيا – هندسة –- رياضيات"  وهو نظام تعليمي قائم على البحث والتفكير وحل المشكلات والتعلم من خلال المشروعات والتي من خلالها يطبق الطالب ما يتعلمه في العلوم والرياضيات والهندسة باستخدام التكنولوجيا، وبعد الاطلاع على تجاربها السابقة بالعالم العربي والتي هي بالمناسبة شحيحة وتتناول طلاب أكبر،  مما أثار حماسي لتطبيقه على طلابي، ومن أجل إضفاء لمسة جمالية تضيف التغير عن المعتاد ، وليجعل الطلاب مستمتعون بالتطبيق  فمن هنا نشأت فكرة تطبيق استراتيجة STEM ولكن باضافة الفن ليصبح STEAM)) "علوم – تكنولوجيا – هندسة – فن - رياضيات . لتصبح من أولى التجارب التي توظف منهجية STEAM  في الوطن العربي في مرحلة الروضة .

وعلى الرغم من تحمس إدارة الروضة التي أعمل بها للفكرة،  إلا أنه كان هناك تخوف من المديرة والمعلمات من استعمال الطلاب للأدوات الحادة مثل المقص، من جهة أخرى كانت سمات الطلاب كما خبرتها لا تشجع على التعلم من خلال مشاريع STEAM، مثل سيادة النزعة الفردية وعدم تقبل الأعمال الجماعية، والخوف من تجربة الأشياء الجديدة والركون إلى كلمات مثل (لا أعرف، لا أستطيع)، كما تميز معظمهم بالخجل وعدم الرغبة في التعبير عن أفكارهم وحلولهم، كان هناك خوف عام من الإحساس بالفشل والخوف من سخرية الآخرين، إلا أن تلك السمات تحديدا التي من أجلها قررت المحاولة من الأساس.
لذلك قررت أن يكون مشروعي ضمن ثلاثة مراحل، في المرحلة الأولى التهيئة والتي من خلالها ارسخ لدى الطلاب مبدأ العمل من خلال مجموعات تعاونية مبنية على التعاون المشترك في التفكير والتخطيط والتنفيذ، ثم مرحلة التدريب على مهارات لم تكتشفها الاساليب التقليدية وهي (العمل الجماعي، المهارات اليدوية، مهارات التعبير، مهارات التفكير المستقل والجماعي،الايجابية)، قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ لأنشطة STEAM.

وفيما يلي نماذج عن الأنشطة التي قمت بتطبيقها مع طلابي، فمثلا في مرحلة التهيئة اخترت نشاط "ملابس فصل الخريف"، والذي احتوى على المفاهيم التالية:
العلوم: مظاهر فصل الخريف وتغيرات الطقس وملائمة الملابس.
الهندسة: توظيف الأشكال الهندسية في رسم شكل الملابس وتنسيقها مع الجسم كما رسمه الطلاب رسومات الأطفال
الفن: تنسيق الملابس والخلفية بألوان تتناسب مع فصل الخريف
الرياضيات: استخدام الأشكال الهندسية
وسبق تطبيق النشاط جولات تعليمية للتعرف على مظاهر فصل الخريف، ونقاش عام حول تقلبات الطقس وكيفية اختيار الملابس الملائمة لكل فصل، مما ساهم أن يتمكن الأطفال من إتمام مشروعاتهم بنجاح.




من المشروعات الرائعة التي وظفتها قصة العنزات الثلاثة، وبعد الاستماع إلى القصة ومناقشتها، تم تقسيم الطلاب إلى مجموعات وتقديم مجموعة من الأدوات المختلفة إليهم، وبعد المناقشة مع الطلاب حول حلول مقترحة لبناء بيت قوي متين لا يمكن للذئب هدمه ،ومن هذه الحلول لبناء بيت يشبه بيت العنزة الثالثة الذكية، وكانت اقتراحاتهم بناء بيت شديد الارتفاع بمدخل سري يصعب على الذئب إيجاده، وأن تقوم كل مجموعة بشرح إستراتيجيتهم في البناء ومميزات تصميمهم.
وركزت هذه الإستراتيجية على توظيف الأشكال الهندسية ثلاثية الأبعاد والتعرف على خصائص المواد والتصميم والتناسق الفني.




من الأنشطة التي حازت على اهتمام الطلاب كذلك هي تصميم نماذج من الهواتف الحديثة، حيث تمت مناقشة الأطفال في وظائف الهواتف الحديثة ومكوناتها، وقد اندهشت فعلا من مدى معرفتهم بتلك الوظائف والخصائص، ثم انتقلنا بعد ذلك لمناقشة ما المزايا أو الخصائص التي يرغبون بإضافتها، وقدم الأطفال مجموعة من الاقتراحات الذكية والمبهرة، ثم طلبت منهم أن تقوم كل مجموعة بتنفيذ تصميمها مستخدمة المواد التي ترغب بها، وقد قام كل طفل بعرض تصميمه والمزايا التي يتمتع بها، ومناقشتها من قبل الطلاب الآخرين، وكان عملا مرهقا لكن النتائج كانت مدهشة، كيف تطور هؤلاء الأطفال في تلك المرحلة الصغيرة.


لقد أصبحوا يستمتعون بالعمل مع مجموعاتهم، ويهتموا بالتعاون فيما بينهم،  كما ظهر تحسن ملحوظ على مهارات الأطفال المختلفة مثل الرسم وتشكيل المواد المختلفة مثل الليجو والصلصال، كما أصبحوا أكثر جرأة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم، أما أكثر ما أحببته فهو عند حدوث أي عائق في غرفة الصف أو خلال تطبيق المشاريع، ويبادرون باقتراح الحلول ومناقشتها بشكل جماعي وعفوي،  تحول سلبيتهم إلى ايجابية من خلال حبهم لمعاودة المحاولة عند الفشل، وإيمانهم بأنفسهم أنهم يمتلكون لمهارات الكافية لتنفيذ أفكارهم.

1.      تحسن مهارات الطلاب اليدوية.
2.      استمتاعهم وحبهم للعمل الجماعي.
3.      تطورت مهارات التعبير لديهم
4.      أصبحوا مفكرون ومحللون رغم صغر عمرهم .
5.      ايجابيتهم وتحمسهم لعمل المشاريع الصغيرة والمحاولة من جديد عند الفشل .



والسؤال يعود مجددا: إذا كانت هذه  المشاريع تصلح لجميع المراحل الدراسية ، لماذا ينهي معظمنا المدرسة دون أن يقوم بمشروع واحد؟
هل أنت كمعلم ومدرب لديك القدرة لتغير جيل تقليدي ل جيل مفكر؟

هل ترغب أن  يصبح طفلك مصمم ؟

0 التعليقات :

إرسال تعليق