المعلمون الرياديون:
نحن هنا لنلهم
Teacherpreneurs: We're Here to Inspire
قدم طلابي من الصف التاسع والعاشر هذا
الأسبوع عرضا للتطبيق البرمجي في مسابقة "مستوعب القروش"، ويأتي هذا
العرض كمحصلة لجهود استمرت ستة أشهر، بدأ بأكثر من ثلاثين فكرة، السبع النهائية
منها تم تقديمها إلى لجنة المسابقة، في البداية كان لدينا تمويل لتحميل تطبيق واحد
على متاجر أبل و جوجل، إلا أننا فعليا لدينا أثنين حاليا ، كل فريق كان لديه خمس
دقائق لعرض التطبيق والموقع الالكتروني والفيلم الدعائي الخاص به، كفرصة نهائية في
الحصول على الحقوق في النشر.
الآن، ربما يظن البعض أن اختيار تطبيق
واحد فقط كان مؤلما للفرق الأخرى، إلا أنه
لم يكن كذلك، كل فريق كان مدهش بشكل متفرد، والتغذية الراجعة من محكمين من العالم
الواقعي جعلت للتجربة معنى أكثر من ذي قبل.
سبع طرق للإلهام
كمعلم ريادي، عملت على بناء خبرات
فريدة للطلاب من شأنها تعميق التعلم وتعزيز الانخراط، لنغوص معا في كيف يبدو
التعلم الريادي فعليا في غرفة الصف، وكيف تبدو العملية اليومية لحرفة التدريس
النصيحة الأولى: دعم
التواصل الاجتماعي والاعتراف المتبادل لكل طالب بمهاراته المتميزة
"الطلاب لا يتعلمون من أشخاص لا
يحبونهم" كما قالت ريتا بيرسون Rita Pierson في عرضها "كل طفل بحاجة
لبطل" ، وهو ما أكدته نتائج البحوث التي قامت بها مارجريت وانج Margaret Wang، حيث انتهت من تحليل خمسين عاما
من البحث التربوي، بشكل مشوق إلى أن التفاعل الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين أعلى
بكثر من التفاعل الأكاديمي.
ولكن تفاعل المعلم الريادي الاجتماعي يجب
أن يمتد ليسري بين الطلاب، من خلال البنية الواضحة للفريق التي تساعدهم على فهم
المسؤوليات والبناء عليها، مسميات مثل مدير المشروع ومساعد مدير المشروع تمكنهم من
تحديد دورهم الخاص في المشروع، يحتاج الطلاب للتعرف على بنية ودور المجموعات، وإلا
فإن المعلم سيصبح هو مدير الفرق.
حينما يشير المعلم إلى أوجه القوة لكل
طالب، يمكن للطلاب كذلك تحديدها والبناء عليها، ومن ثم تصبح ممارستهم لمهمة
القيادة أفضل، لا تتوقع أن كل الطلاب يمكنهم بسهولة تحديد نقاط قوتهم، وهناك
العديد من الأدوات والمنهجيات التي تقوم بذلك، مثل YouScience، والتي تساعدك بشكل منهجي على
تحديد نقاط القوة.
يطور العظماء من المعلمون الرياديون العقلية
اللازمة لتحديد نقاط القوة في صفوفهم، والتي تساعد الطلاب على الانخراط والآداء
بشكل أفضل.
النصيحة الثانية: بناء نموذج لعلاقات الاستفادة المتبادلة
العلاقات الهامة في عالم الأعمال أو
الحياة الاجتماعية قائمة على المنفعة المتبادلة، قد نكون كأفراد أنانيين بشكل فطري
كما أظن، كمعلمين رياديين، فنحن نريد من طلابنا أن يروا أننا نحترم حاجات الآخرين.
على سبيل المثال، العديد من المعلمين
الرياديين، الذين يعملون وفق ميزانية ضئيلة، يحاولون تشكيل علاقة رابحة للطرفين،
فمثلا تحتاج بعض الشركات لتغذية راجعة قيمة من المعلم أو الطلاب على بعض منتجاتها،
وفي المقابل يحصلون على خصم أو تبرع كامل لمنتج أو برمجية هم في حاجة لها.
ولكن هل يصدق هذا النموذج على أي علاقة؟
تواصل طلابي في بداية العام مع اندرو كوهين Andrew Cohenالمدير
التنفيذ لأحد المؤسسات التقنية، والذي شاركهم قصته في ابتكار الانطلاقة لمؤسسته ،
وقبل أن ننتهي، قمنا باطفاء التسجيل، وقام طلابي بتقديم تغذية راجعة حول منتجاته.
يجب أن يطور المعلم الريادي توجها نحو
بناء خبرات رابحة للطرفين من أجل الطلاب وأي جهة سيتفاعلون معها.
النصيحة الثالثة: اجعل التغذية الراجعة من الطلاب متواترة وقيمة
يتعامل المعلم مات فربر Matt Farber مع تصميم صفه
مثلما يتعامل مع تصميم الواجهة في ألعاب الفيديو، دائما ما يسأل طلابه أسئلة
ليقرروا هل يصلح ذلك أم لا، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الحصول على
تغذية راجعة من الطلاب، ولكن يجب عليك أيضا أن تساعدهم في تقديم تغذية راجعة عملية
(قابلة للتنفيذ)
بالنسبة لي فأنا أساعد طلابي على تقديم
تغذية راجعة بنائية من خلال طلبي منهم أن يجيبوا على ثلاث أسئلة رئيسة حول
الموضوع:
·
ما الذي أرغب فيه؟
·
ما الذي بحاجة للتحسين؟
·
كيف يمكن تحسينه؟
حلقة التغذية الراجعة المستمرة طورت
تجربتي في الصف هذا العام بشكل مذهل، كل بضع أسابيع، أسأل الطلاب تقديم تغذية
راجعة الأفلام، الإطار العام للمنهاج، أدائي في إدارة بيئة التعلم، وكل بضعة
أسابيع، يمكنهم أن يرون أنني اتحسن ويرتفع مستواي.
كما رواد الأعمال، يعرف المعلمون
الرياديون أن "التغذية الراجعة هي غذاء الأبطال" كين بلانشارد Ken
Blanchard
النصيحة الرابعة: صمم
عقلية النمو وامتلك بيئة صفك
ينصح البعض "افشل كثيرا وأفشل
بسرعة" لقد أعدت التفكير في هذه العبارة بعد قراءتي لمقال حول جراحة القلب،
واكتشفت أن الأطباء الذين طوروا طرقا جديدة للمعالجة لكنهم أخطأوا أثناء اجراءات
العملية، قد قتلوا المرضى ولم يستفيدوا من خطأهم على الإطلاق، في حين أن البحوث
تؤكد أن الذين نجحوا في اجراء العمليات واصلوا تقدمهم، وبشكل مشوق، فإن هؤلاء
الذين شاهدوا شخصا آخر يفشل استطاعوا أن يطوروا آدائهم بشكل أفضل في المرات
التالية التي قاموا فيها باجراء عمليات، المحصلة أنه من فشلوا عادة ما استخدموا
أعذار خارجية (مثل حالة المريض) لتبرير فشلهم.
ربما تظن أن ذلك غريب، إلا أنه لو
جمعنا ذلك بما قدمته كارول دويكس Carol
Dweck من نتائج في كتابها "العقلية أو الحالة الذهنية"، يمكنك
أن تتوصل إلى أن أصحاب العقلية الجامدة يظنون أن الفشل هو امر لا يمكن التحكم به،
أما أصحاب عقلية النمو، فيؤمنون أن بامكانهم أن يتعلموا كيف يحسنون أدائهم، ولذلك
فإنهم يتطورون.
وبشكل مشوق توصل تود ويتاكر Todd Whitaker في مقاله
"ما الذي يفعله المعلمون العظماء بشكل مختلف"، توصل إلى أن المعلمين
العظماء هم الذين يتقبلون مسؤولية تحسين صفوفهم ورفع مستواهم، وهناك فرق بين تقبل
المسؤولية وتقبل اللوم/ أن تقبل المسؤولية يعني أنك ستتخذ من الاجراءات ما يضمن
تطوير طلابك،.
يشترك جراحو القلب الذين يقتلون مرضاهم
والمعلمون الذين لا يطورون صفوفهم في أمر واحد، إنهم لا يتقبلون المسؤولية الملقاة
على عاتقهم، وأن لما يقومون به تأثير قوي على نجاحهم أو فشلهم، إنهم دائما ما يبررون
بدلا من التعلم والتطور
المعلمون الرياديون يفهمون عقلية التطور
ويدرسونها، أقرت وانج في بحثها السابق، التأمل والتفكير في التفكير هو واحد من أهم
العوامل التي تساعد الطلاب على التحسن، لذلك فإن عقلية النمو هي واحد من اهم
الأشياء التي يجب علينا أن نخططها وندرسها لطلابنا.
النصيحة الخامسة: جهز طلابك للصراع والعناد والإصرار
في مقال حديث في مجلة هارفرد للأعمال Harvard Business Review ، أكدت على
أهمية مراقبة المدير التنفيذي الجديد للعديد من الأمور، منها الدعم النفسي بين الموظفين للمدير السابق.
دوما ما أخبر طلابي "إننا نحيى
ونتعلم على الحافة بين القيادة والجروح، أحيانا ما نقود، وأحيانا ما نجرح، وفي
كلتا الحالتين نحن نتعلم"، دائما ما يراني الطلاب أناضل مع مهمات صعبة، على
سبيل المثال، حينما كنت اتعلم بناء التطبيقات هذا العام، كنت على شفا الاستسلام
ثلاث مرات على الأقل، في كل مرة، كنت أناقش مع طلابي وجه نضالي وأين احتاج لدعم من
أجل فهم أو معرفة شيء معين، في كل مرة كانوا يقدمون لي حلول لم أكن لأراها.
لن تمتلك العزم إذا ما كنت دائما ما تنسحب،
بالتأكيد هناك بعض المرات التي يجب عليك أن تتخلى عن شيء ما لأنه غير صالح، ولكن
لو تأملنا "عادات العقل الثمانية من اجل الإبداع" سنجد أن الانخراط والإصرار
على رأسها، العديد من المدارس والمعلمون ينسحبون قبل لحظات من المرحلة التي يمكن
أن تسير فيها الأمور بشكل جيد.
المعلم الريادي يعرف أن أفضل الطرق
لتنمية العزم عند الطلاب هو مساعدتهم على الإصرار على عمل الأشياء التي تستحق ذلك،
المعلمون الرياديون يعيشون الإصرار ولا ينسحبون بسهولة.
النصيحة السادسة: ابن مأوى للتعبير الإبداعي
افعل الأشياء التي من شأنها أن تجعل
الطلاب في حالة ألفة مع التجريب، يمكنك أن تحتفظ بصندق أزياء واستخدم الدراما في
الصف، احتفظ بالمنتجات الممتازة من الصفوف السابقة، وشاركها معهم قبلما تبدأ
مشروعات جديدة.
حينما يقوم الطلاب بعصف ذهني، أطلب أن
يأتي كل فريق بخمسين فكرة إبداعية قبل أن يستقروا على واحدة منها، (اكتشفت أن
الإبداع يتحقق حينما يبدأ الطلاب في مراجعة عشرين فكرة سابقة) فقط تذكر حالما يبدأ
الطلاب في الإبداع، فأنت في منطقة ذاتية، كن حذرا من أن تقحم آرائك كحقائق نهائية.
كمعلم ريادي أنت المدرب ولست الآمر،
نحن نزود الطلاب بالمصادر، ولسنا مصدر لا نهائي للمعرفة.
النصيحة السابعة: اسمح
بالمخاطرة والمكافأة في الواقع
خلال الأسبوع الماضي، عرض طلابي
تطبيقهم البرمجي أمام ما يزيد عن مائتي شخص، لقد كانوا جاهزين لأن مستواهم قد تحسن
من خلال العروض السابقة
المعلم الريادي يستخدم العالم الواقعي
ليعلم طلابه ويرفع مستواهم بشكل تدريجي، ببساطة اجعل الطلاب يجربون اجنحتهم داخل
العش قبل أن يحلقوا في العالم الخارجي، الواقع ليس كامل عالم مثالي، وليست وظيفتي
أن احاكي عالم الواقع في تدريسي اليومي، ولكن أن أعدهم للحياة في الواقع، بمجرد أن
تنتهي مهمتي معهم، يجب أن يكونوا جاهزين للحياة الجامعية وعالم الأعمال.
هدف المعلمون الرياديون العظماء
حينما كنت أجلس في آخر القاعة يوم
الثلاثاء الماضي، راقبت بهلع طلابي وهم يتولون الأمور وينجزونها على نحو رائع خلال
عرضهم، لقد جعلوا القاعة تضج بالضحك المختلط بدموع التأثر، كمعلم ريادي، أمتلك
حرفة التدريس التي أصيغ من خلالها كل أدواتي ومعرفتي بفن التدريس، أنا أخشى فقط
الوضع الراهن (الثبات عند نقطة معينة، الاستسلام للأمر الواقع) حيث يفزع قلبي من الركون
إلى حالة من الرضا عن النفس، نحن ننمو ونتطور،
نفوز ونتعلم، أسمى إبداع يمكن أن يحققه طلابنا هم أنفسهم.
كاتب المقال: فيكي دافيز Vicki Davis
رابط المقال الأصلي:
0 التعليقات :
إرسال تعليق