حينما يتنافس المعلمون، لا أحد يربح

حينما يتنافس المعلمون، لا أحد يربح
When Teachers Compete, No One Wins

تنشأ جماعة "قاتلة" من المعلمين نتيجة للعديد من الأسباب، تتسرب بواعثها من السحابة المقيمة من الاحساس بالاضطهاد والخوف والاحباط الذي يغلف العمل في المدارس العامة، إلا أننا بحاجة لمحاربة هذه الروح السلبية، والتي تسبب في إيذائنا لأنفسنا وطلابنا.

ما من شعور بالحب؟
لقد درست ودربت في مدارس حيث العداء بين المعلمين كان جليا،  لولا ذلك لكانوا بحق معلمين رائعين، إلا أنهم على نحو مهين يرفضون التعاون فيما بينهم أو مساعدة أحدهم الآخر، نظرا لأشكال مختلفة من الازدراء المتوهم والإشاعات والأحكام الشخصية المسبقة، ينأون عن مشاركة زملائهم خططهم واستراتيجياتهم التعليمية المثلى، ويرون أن زملائهم لا يستحقون أن يستفيدوا منها.

ما من رابح في العداء بين المعلمين، بل سنعاني من فقدان دعم كل منهم للآخر، كما سنخسر احترام الإدارة التي من مسؤولياتها التعامل مع موضوعات أكبر  بكثير من الخلافات بين المعلمين، ونخيب آمال الأهل وأفراد المجتمع الذين يتوقعون الاحترامية من معلمي أولادهم، والأسوأ من كل هذا، طلابنا المحرومون من بيئة تعليمية متماسكة، حيث يمكن للتوقعات العالية أن تصبح هي القاعدة.

إذا، كيف يمكن للمعلمين أن يعملون معا إذا كانت مشاعر الحب مفقودة؟ كيف يمكننا أن نتعاون مهنيا مع أشخاص ما كنا لنصادقهم على المستوى الشخصي أو نخاطبهم؟ هل يجب عليك أن تشعر بالحب نحو فريق عملك؟ أم يمكنك أن تتعاون بفاعلية بدون ذلك؟

منع تلك الروح القاتلة من التطور بين المعلمين يحتاج تخطيط شديد الحرص منذ بداية العام الدراسي، والعمل على تحقيق التماسك والمحافظة عليه طوال العام، وعلى أية حال، إذا وجدت نفسك وسط فريق عدائي في منتصف العام، هناك خطوات يمكن أن تقوم بها، لتغير سلوك الفريق وتحافظ على المهنية.

الوقاية: كيف يمكنك درء العدائية عن فريقك
1.      حدد مباديء رئيسة.
أسس قائمة بالمعايير والتوقعات لسلوك الفريق في بداية العام الدراسي، احرص على التناوب في تقديمها باقتناع في بداية كل اجتماع.
2.      اعد النظر فيها وتنقيحها
اجعل تلك القائمة مفتوحة للتعديل بشكل ربع سنوي، فرصة للمزيد من المناقشة وليعبر كل زميل عن رأيه
3.      خذ المبادرة
حدد دورا لكل واحد من أعضاء الفريق في بداية العام، قم بتبديلها بينهم بشكل ربع سنوي، بعضا منها ربما يتضمن: ميسر للاجتماعات، مسؤول عن محاضر الجلسات، متابع لفرق العمل (يحتفظ بسجلات منفصلة لكل نشاط والتواريخ المحددة لكل منها والمتباعات المطلوبة ومناقشتها مع الآخرين) مسؤول عن الاتصال (يتواصل مع الإدارة بالنيابة عن الفريق)، باحثون، المسؤول عن الطعام....وما إلى ذلك
4.      شارك أفكارك
يجب على كل فرد في الفريق (أو  زوج من المعلمين إذا كان الطاقم كبيرا) أن يقوم بإعداد الأجندة الخاصة به قبل الاجتماع، وأن يقوم بعرضها خلاله.
5.      قم بالتواصل الشخصي
ابحث عن شيء إيجابي في بداية كل اجتماع، ضعه على الأجندة إذا كان هناك حاجة لذلك، شارك أفضل لحظات الأسبوع معهم، لحظة مرحة مع طالب، درس أنت فخور به...، احرص على الاحتفال بالنجاحات الفردية والجماعية في كل اجتماع، التدريس تحدي، ومن السهل التركيز على السلبيات،  ابن جهد جماعيا لمشاركة الايجابيات كذلك.

التدخل: كيف تغير سلوك فريق عدائي
1.      لا تشر بأصابع الاتهام إلى الآخرين
"إذا غيرت من نفسك، ستغير فريقك" فعندما تصل قناعتك أنك تضيع وقتك مع فريق غير مهتم، خذ المبادأة لتحسين ذلك، حتى لو لم تكن أنت قائد الفريق.
2.      تفادى النميمة
فهي تجعلك تبدو بمظهر غير أحترافي، وتفاقم من دائرة السلبية والعدائية، ونادرا ما تكون سببا في حل مشكلة
3.      اطلب المساعدة
يمكنك الحصول على استشارة من مدير القسم أو قائد الفريق أو مدرب تربوي، ربما كان يمكنه التوسط أو تقديم مقترحات أو تعديل نموذج التعاون، ومن ثم مساعدة فريقك للعودة إلى المسار الصحيح
4.      قدر  البدائل
إذا ما كان الفريق حقا لا يستطيع التفاعل وجها لوجه نتيجة النزاعات الشخصية، حاول أن تحصل من الإدارة على التسهيلات التي تمكنك من عقد اجتماعات افتراضية، حيث يعمل المعلمين وفقا لأجندة مكتوبة، ويشاركون الوثائق والدروس مع بعضهم البعض، ليس حل مثالي، ولكنها تحقق الحد الأدنى من الاتصال والتواصل
5.      قدم المثال
ساهم باحترافية بالطريقة التي تجعلك فخورا بنفسك، حتى لو شعرت أن الآخرين لا يهتمون، ابتعد عن الاستجابات العاطفية، وكن مثلا جيدا لطلابك وزملائك والإدارة، بالطبع التنفيذ أصعب من الكلام، ولكن ربما يكون ذلك هو ما ينقذ فريقك وسمعتك المهنية

تحسين المناخ المدرسي.....
ومع أخذك كل ذلك في اعتبارك، تذكر أن الحد الأدني، هناك سيل من الدراسات التي تؤكد أن المعلم حين يركز على الممارسات المثلى، والاستراتيجيات التعليمية، وتحليل البيانات والتأمل، فإن اداء الطلاب يرتفع ويتحسن الجو المدرسي، ويرتفع معدل الرضا الوظيفي، طبق ذلك في علاقاتك مع زملائك، وتذكر أن حينما يتعاون المعلمين بمهنية، فإن الكل رابح.

كاتب المقال: Janet Allen
العنوان الأصلي للمقال:


0 التعليقات :

إرسال تعليق