عصر المعلم الريادي The Era of the Teacherpreneur

المعلم الريادي Teacherpreneur
موعدنا مع مجموعة من المقالات حول مصطلح جديد في مجال التعليم وهو "المعلم الريادي Teacherpreneur"، وعلى الرغم من أن معظم الممارسات الواردة ضمن هذا المصطلح ليست جديدة تماما، إلا أنه يمكن القول أن المصطلح يشير إلى توجه متنامي في التعليم في السنتين الأخيرتين على مستوى العالم.
قبل أن ننتقل إلى المقال الأول في هذه السلسلة، أود القاء بعض الضوء على المصطلح، والذي يجمع بين كلمتي Teacher بمعنى معلم، وentrepreneur وهي كلمة درجت ترجمتها بمعنى ريادي أو مبادر في مجال الأعمال، وتشير إلى مجموعة من الصفات التي يجب أن يتصف بها أصحاب الأعمال الجديدة في العصر الحالي، ومن ضمن هذه المعاني تقديم خدمة أو منتج جديد كلية إلى السوق، كما تتميز  هذه الريادة بحس المغامرة، حيث يتعلم الريادي من خلال تجربته الكثير عن آليات السوق وعوامل النجاح، والإيمان بالفكرة والتضحية بالمكاسب القريبة في سبيل الوصول إلى تحقيق ما يؤمن به، وبالتالي فالمعلم الذي تنطبق عليه هذه الصفات هو مزيج من المعلم المهتم بتوصيل مجموعة من الحقائق والمفاهيم في مجال معرفي معين إلى طلابه، ومن الريادي في مجال الأعمال الذي يغامر في سبيل تحقيق حلمه.
أرجو أن تكون هذه المقدمة مفيدة في توضيح المفهوم قبل الانتقال إلى المقال الأول.
عصر المعلم الريادي The Era of the Teacherpreneur
هذا المقال تخليدا لواحدة من أعز زميلاتي في الصف، معلمة لما يزيد عن ثلاثين عاما، عملت طوال ذلك الوقت على الهام طلابها، وغادرت عندما لم تعد جسديا وعقليا قادرة على الاستمرار ببساطة، ومع خالص تقديري لها، لم يكن طريقها مشابها للعديد من المعلمين من الجيل الحالي.
السبل خلال التدريس
العديد من المعلمين الحاليين يرغبون في الانضمام لنظام جديد، البعض منهم سرعان ما يهرع للالتحاق بنظام الإدارة ربما بسبب الرغبة في الحصول على دخل أكبر، أو ربما بسبب اكتشافهم أن العمل مع الطلاب هو مجال أكثر تحديا أو حتى عدم قدرتهم على تلبية توقعات الآخرين من خارج حقل التعليم، البعض حتى يغادر مجال التعليم كلية ، بسبب الانهاك ربما أو فقدان الدعم، كما أفادوا هم بأنفسهم.
لكن مهلا لا تهرب، هذه المقالة ليست عن تحديات التدريس، بل هي عن حركة لمساعدة هؤلاء المعلمين الموهوبين والمكرسين الذين يبقون أبدا شغوفين بمجال عملهم، هي عن توجه حالي يمكن أن يساعد المعلمين في المساهمة في تعلم طلابهم، من خلال منحهم (المعلمين) مسارات جديدة داخل نفس التخصصات.
ومع نظام التمويل الحالي الذي يثبت الحاجة إلى نقل السيطرة (من المستوى المركزي) إلى المستويات المحلية، ترى العديد من المديريات والمدارس أن قيادة المعلم تساعد الأفراد على أداء وظيفتهم في الصف ، وفي نفس الوقت تطوير قدراتهم لمساعدة الآخرين بطرق مختلفة
بزوغ المعلم الريادي
يمزج مصطلح "المعلم الريادي" بين صورة الصف الابتكاري، مع ما يتميز به الأعمال الريادية من المخاطرة، التي يتصف بها أصحاب الأعمال الذين يؤسسون لوجودهم الابتكاري في عالم الأعمال، المعلم الريادي، أولا وقبل كل شيء، صاحب خيال واسع، يمكنه من بناء ثقافة صفية قائمة على الابتكار والتأمل، ومن أجل أن يجعل للدروس معني، فإنه يفكر فيما وراء الجدران الصفية، بحثا عن المكان الذي يساعد على تحقيق هذا الإبداع.
ومن أجل تحقيق ذلك، يمكن أن يتحول هذا المعلم الريادي إلى وظيفة جزئية في مجال التعليم، بحيث يمكنه أن يستكشف طرق جديدة في المجال المهني، بدون أن يغادر موقعه الصفي، وتقدم العديد من الجهات في كاليفورنيا حاليا عدة منح لتغطية تكاليف التعليم الريادي، وكنتيجة، تقدم بعض المديريات جزء من انفاقها على التعليم، لتوفير مجال للعديد من المعلمين الرياديين.
حينما نتحدث عن دعم التمايز والاختلاف عادة ما ينصرف ذهننا إلى التمايز والاختلاف بين الطلاب، وقليلا ما نلتفت إلى أهمية التمايز والاختلاف بين المعلمين أيضا، هنا لا نتحدث عن معلم "أفضل" أو "أسوأ" من الآخرين، بل هو اعتراف بأن الطاقم التعليمي لا يجب أن يخضع لمعايير موحدة، وأن هناك من الأفراد الذين يديرون الصفوف من يتميز ببعض الايجابيات التي يمكن أن تدعم ثقافة المدرسة والمديرية ككل.
ومن المثير أن نرى الاختلاف بين المهتمين بالتعليم في زاوية التركيز، فبينما تركز الحكومة المركزية على زيادة الاستثمار في مجال التقييم، بينما تركز  الجهات خارج المدرسة على سياسات التعيين والطرد من المهنة، ويحاول هذا المقال توضيح أن هناك زوايا أخرى يجب التركيز عليها، والتي هي ربما أداة أكثر أهمية في بناء تعلم أعظم للطلاب.
فبينما يركز هؤلاء على الاستثمار في أنظمة التقويم والتقييم، فهناك أيضا على المستوى المحلي، من يستثمرون بشكل متزايد  في المواهب المتميزة للمعلمين، كوسيلة مساهمة في نجاح الطلاب، فعلى سبيل المثال هناك العديد من المعلمين الذين يحققون نجاحا من خلال التحاقهم بوظائف جزئية في مؤسسات ترعى الأعمال  الريادية (مثل edjoin.org)
هذه الوظائف تساعد المعلم على تقوية مهارات أخرى، في نفس الوقت الذي يحافظ فيه على مكانه في الصف، ويؤمن العديد من القادة التربويين على المستوى المحلي، أن العديد من أشكال التميول الجديد يجب أن تمنح المعلمين الفرصة ليكونوا مستشارين ومدربين ومطورين وقادة.
والهدف كذلك من هذا التوجه هو  تطوير الطلابـ والمساعدة في تلبية احتياجات الطلاب الحالية والمستقبلية كطلاب جامعيين ومن ثم بالغين في سوق العمل.
إذا.. من هو المعلم الريادي؟
المعلم الريادي هو خبير الصف الذي يدرس الطلاب بشكل نظامي، وكلن لديه الوقت والمساحة والعائد اللازم لاحتضان وتنفيذ أفكاره الخاصة، كريادي في مجال الأعمال، ويساعد ذلك على بث الحيوية والفاعلية في نظام التعليم، لأن تحقيق الجودة العالية في التعليم والتعلم، الآن ومستقبلا، تتطلب الاستثمار في تلك النوعية من المعلمين القادرين على القيادة بدون أن يغادروا النظام التعليمي، مراعاة للحاجة المتزايدة لمعلمين قادرين على تقديم الأفل للطلاب، يمكنهم قيادة شراكة متينة بين النظام التعليمي والمجتمع، وتصميم وتحقيق مهارات القرن الحادي والعشرين وتقييمها، وإعداد وتجنيد الأجيال الجديدة من المحترفين، وتعديل نظام تقييم المعلمين بما يضمن المزيد من تقييم الأفراد.
كما يضمن توفير هذه الفرص نظاما مختلفا عن العمل الإداري، فمن جهة يستمر هؤلاء المعلمين الرياديين على تماسهم اليومي مع العمل التدريسي، ومن جهة أخرى يحصلون على فرص لتجربة أشكال جديدة من العمل مختلفة عن العمل الروتيني، وهو يغذي بشكل مستمر مواقعهم وعملهم مع الطلاب كذلك.
لا تحلم بأن تصبح معلما رياديا...بل كن معلما رياديا
 وكما في مجال ريادة الأعمال في السوق، كذلك فإن الريادة في التعليم توفر مجالا واسعا ومتنوعا لمن يحلمون بهذه الفرص، بعض هذه الفرص تسمح للمعلم أن يصبح قائدا في مجال التطور المهني الفردي، أو  ابتكار  تطبيقات للمبادرات المختلفة مثل برامج بعد مدرسية أو ورشات عمل اثرائية، أو التركيز على مجال كتابة العروض التقديمية للمنح، أو تصميم المواقع التعليمية والمناهج الدراسية، أو تصميم نماذج لفرق التعليم كشكل من أشكال التطور المهني، أو برامج لانخراط الأهل في التعليم.
وبغض النظر عن كل ذلك، إذا ما كنت كمعلم تمتلك مهارة لا تحققها من خلال عملك بدوام كامل كمعلم، ربما يكون هذا هو الوقت الملائم لتستكشف سبل أخرى خلال المهنة، لكن لا تنتظر أن تحصل على مواصفات وظيفة تحقق لك ذلك، بل يجب عليك ابتكارها، بالطبع هناك فرص يتم تقديمها من خلال المديرية أو الإدارة المدرسية، ولكن أيضا هناك العديد من المناصب  يتم ابتكارها نتيجة للروح الابتكارية من قبل المعلم الريادي نفسه.
وكذلك بينما توفر بعض الهيئات منح لذلك، فيجب عليك أيضا كمعلم ريادي أن تستكشف أوجه أو مصادر التمويل البديلة التي يمكن من خلالها الحصول على دعم لمبادرتك، بما يسمح لك بالحفاظ على أصالة رؤيتك للتحديات والتمويل اللازم لمبادرتك
يبدو أن تصبح معلما رياديا هو شكل من الخيال، هو أن تسمح لنفسك بأن يحدث لك ما يمكن أن يجعلك معلما وتربويا أفضل بشكل كامل، إنه بمثابة تأمل لمناطق ضعفك وقوتك، وأن تصبح أكثر انفتاحا وتعاونا مع كلا من  المعلمين والإداريين، إلا أنه ليس خيال بالكامل، فالمعلمين الرياديين بيننا الآن، وربما هم من يحملون الآن لواء التفرد في النظام التعليمي.


هناك تعليق واحد :

  1. أنا تارا عمر ، أعيش حاليًا في بيلاروسيا. أنا أرملة في الوقت الحالي ولدي أربعة أطفال ، وقد كنت عالقًا في وضع مالي بسبب جائحة عالمي وكنت بحاجة إلى إعادة تمويل ودفع فواتيري. حاولت البحث عن قروض من مختلف شركات الإقراض الخاصة والشركات ولكن لم تنجح أبدًا ، ورفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن كما شاء الله ، تعرفت على رجل الله موظف قرض يعمل مع مجموعة من المستثمرين الراغبين في تمويل أي مشروع بمعدل 2٪ في المقابل منحني السيد بنيامين لي قرضًا بقيمة 150.000.00 دولارًا أمريكيًا و اليوم أنا صاحب عمل وأولادي في حالة جيدة في الوقت الحالي ، إذا كان يجب عليك الاتصال بأي شركة فيما يتعلق بتأمين قرض دون ضغوط ، ولا فحص ائتماني ، ولا يوجد موقّع مشارك مع معدل فائدة 2 ٪ فقط وخطط وجدول سداد أفضل ، يرجى الاتصال بالسيدة بنيامين لي (247officedept@gmail.com). إنه لا يعرف أنني أفعل ذلك ، لكنني سعيد جدًا الآن وقررت السماح للناس بمعرفة المزيد عنه وأريد أيضًا أن يباركه الله أكثر. يمكنك الاتصال به من خلال تطبيق whats: + 1-989-394-3740. .

    ردحذف