إن
التقييم هو أداة مفتاحية لبناء صفوف اكثر تمحورا حول المتعلم، وقبل التقدم في عرض
الفكرة أرغب في توضيح ما الذي أقصده "بالتقييم"، لا ينصرف المعنى هنا إلى الاختبار أو العلامات، فقد
أسيء إلى هذا المصطلح (تماما كما حدث لمصطلح التدريس المقود بالبيانات) وتم حصره
في المزيد من الاختبارات، والتعرف على الطالب فقط على ضوء نتائجه في الامتحانات،
لنتفق أن هذا لم يعد مقبولا ولا ملائما لحاجات كل الطلاب.
من
الصحيح أن بيانات مثل نتائج الامتحانات يمكنها أن توفر لنا مجال لتحسين خدماتنا
التعليمية لطلابنا، ولكنها ليست المجال الوحيد، فإذا ما رغبنا حقا في التعرف على
طلابناـ فإن نتائج الاختبارات واحدة من عدة أدوات، ويمكن لتقييم حقيقي أكثر تمحورا
حول المتعلم أن يسمح لنا بالتعرف على طالبنا ككل.
تقييم
شغف الطلاب وأنماطهم التعليمية.
يعد تقييم
شغف الطلاب واهتماماتهم مفتاح لبناء صف أكثر تمركزا حول الطالب، إن كل طلابنايأتون بخبرات متينة تنبع من حياتهم، مثل قصص الأسرة والكتب المفضلة والعادات
والرحلات، يمكننا أن نستخدم تشكيلة من أدوات التقييم مثل محادثات شخص لشخص، المجلة
الشخصية، ومنظمات الجرافيك، لنتعلم أكثر عن طلابنا ودوافعهم نحو التعلم، أدوات مثل
بطاقات بروفايل التعلم يمكن أن تسمح لنا بالتفريد بين الطلاب بطريقة ملائمة، رفع
طاقاتهم وتدعيم قوتهم، ومساعدتهم على التعلم بطرق أخرى، والتعرف عليهم بشكل أعمق،
وتصميم غرفة الصف وفقا لهم.
تقييم
مهارات القرن الحادي والعشرين/النجاح
نعرف
بشكل مسبق أن بعض طلابنا يتفاعلون بشكل أفضل من الآخرون، كما أن لبعضهم يملكون
تعاطفا عالميا بشكل أوسع من باقي الطلاب، لو قمنا بتقييم مهارات القرن الحادي
والعشرين أو مهارات النجاح لو شئنا تسميتها
كذلك، فإننا بذلك نكون زودنا الطلاب بالخبرات والتدريس الذي يركز على تطوير
مهاراتهم من جهة، ويسمح لهم بالنمو فيما هو أكثر من مجرد المعارف والمهارات
الواردة في المنهاج.
ويمكن
الاعتماد على الروبرك (سلم التقدير اللفظي) أو أيا من أدوات التقييم الأخرى التي
تسمح للطلاب أن يتعرف ويشعر بهذه المهارات وكيف تبدو من خلال الممارسة الواقعية
لها، كما يمكن استخدام هذه الأدوات للتقييم الذاتي أو تقييم المعلم أو تقييم
الخبير، فبينما يعرف بعض الطلاب محتوى الرياضيات على سبيل المثال، إلا أنهم بحاجة
للدعم في التركيز على الإصرار والجهد الذاتي، ويمكننا أن نجعل الصف التعليمي يلبي
احتياجاتهم تلك بصورة مخططة وهادفة.
التقييم
التكويني للمحتوى والمهارات
البيانات
المستقاة من الاختبار تتيح لنا أن نعرف كيف يتقدم الطلاب تجاه اتقان معارف ومهارات
المحتوى، على أية حال، هذه المعايير لا تسمح لنا بتجاوز تقييم الحد الأدنى للمستويات
التي يمكن أن نتوقعها من طلابنا، كما أن تلك الأدوات لا تزودنا بالبيانات الوقتية
(في الوقت المناسب) التي تمكننا من استخدامها، بل متاخرة جدا عن دعم اهدافنا من
التعليم، أي أننا في الغالب لن نستطيع أن نستخدم تلك البيانات في اللحظة المباشرة
لتلبية حاجات طلابنا. عوضا عن ذلك يمكن للمعلم استخدام التقييم التكويني قصير
المدى لتقييم مهارات ومعارف الطلاب، بهذه الطريقة يمكن لنا أن نعرف أي المفاهيم
والمهارات بحاجة لإعادة تعلمها وأيها أتقنها الطلاب، وهذه التقييمات ليست كمية أو
بعلامات، بل عوضا عن ذلك يمكننا استخدامها لبناء عن بيئة تعلمية أكتر تمحورا حول
الطالب.
التقييم
من أجل التدريس
يجب أن
يتم توجيه التدريس في غرفة الصف من خلال البيانات المستقاة من أشكال التقييم
المختلفة، وذلك دليل على أهمية التقييم التكويني، أن نية التقييم التكويني يجب أن
تكون "التغذية الدافعة feed
forward" (في
مقابل التغذية الراجعة Feedback) لعملية التدريس، وبناء الأنشطة التعليمية لكل طالب وفق
احتياجاته، نعم ربما كان ذلك يمس طريقة التدريس الكلية للصف، إلا أنها غالبا ما
تركز على طرق تدريس الخاصة بالمجموعات الصغيرة وكذلك طرق التدريس الفردية.
عندما
نستخدم التقييم التكويني بعناية، يمكننا استكشاف أي الطرق يحتاج إليها الطالب،
ربما هو بحاجة للتفكير بصوت عالي أو أي من النماذج اللازمة للمساعدة، أو ربما هو
جاهز للممارسة والتطبيق المستقل، كما يمكن للتقييم التكويني أن يخبرنا إذا ما كان
الطلاب بحاجة لمزيد من التعلم التعاوني.
أيا ما
كان تخطيطنا للتدريس، فإننا نعرف أنه لا يجب أن يكون جامدا، ويمكننا دائما استخدام
التقييم على المحل لاتخاذ قرارات لحظية في تدريسنا، كما نستخدم هذا التقييم
ليساعدنا على تخطيط تعليمنا المستقبلي، وهو ما يساعدنا على زيادة درجة انخراط
الطلاب في عمليات التعلم المتمركزة حول المتعلم.
يمكن
للتقييم أن يكون أداة هائلة بحق لتعميق معرفتنا بطلابنا وتلبية احتياجاتهم، يجب
علينا أن نتجاوز تلك الحزم المتعارف عليها تحت أسم "تقييم" وأن نيقن
أنها قد تعني العديد من الأشياء بخلاف الشائع
والمتعارف عليه، نعم يمكننا تقييم المعارف والمهارات، لكن كذلك من الحتمي تقييم
الشغف والاهتمامات ومهارات النجاح، واختيار الأنسب لأغراض التدريس الحقيقي في
الوقت المناسب.
كاتب
المقال: Andrew Miller
رابط
المقال الأصلي:
http://www.edutopia.org/blog/assessment-create-student-centered-learning-andrew-miller
http://www.edutopia.org/blog/assessment-create-student-centered-learning-andrew-miller
0 التعليقات :
إرسال تعليق