أول دروسي باستخدام "التعلم القائم على المشروعات" : التعلم من طلابي

باعتباري "مبتكرة تعليمية" في مديريتي التعليمية، تم تكليفي بتنفيذ التعلم القائم على المشروعات في صفي، وكمعلم جديدي، مازلت في عامي الثاني للتدريس للصف الخامس، كنت متوترة ومنفعلة خلال هذا المشروع.

المشروع
سعيا لتحقيق الغرض من التعلم القائم على المشروعات، وهو أن يمتلك المتعلمون معرفة عميقة من خلال استكشاف مشكلات العالم الواقعي، طورت مشروعا لطلاب الصف يركز على مشكلة لاحظتها في العام السابق، هدر المخلفات في الصف، سلة القمامة وصندوق المهملات المخصص للتدوير يفيضان يوميا، مع عدم التمييز بينهما، يقوم الطلاب بانتظام بإلقاء قطع الورق نصف المستخدمة وأقلام بحالة جيدة والطعام الذين لا يريدونه، تلك مشكلة أثرت علي وعلى طلابي، وتمنيت أن تكون مشكلة تشغل حيز من اهتمامهم كما هي بالنسبة لي.

ومع هذه الفكرة في رأسي، طورت وحدة تعلم قائم على المشكلات لاستكشاف هدر المخلفات وتأثيرها على المجتمع والكوكب، والطرق المختلفة التي يمكن لنا من خلالها كصف أن نقلل هذا الهدر  في الصف، وبعد فاعلية تمهيدية، قام الطلاب خلالها بتصنيف المخلفات في حجرتنا، وحضور الأفلام وقراءة المقالات، والمشاركة في حلقات تعليمية على سكايب حول هدر المخلفات للتعلم أكثر حول الموضوع.

وبعد ذلك أعلنت تساؤل البحث لطلابي "كيف يمكن أن نقلل هدر المخلفات في حجرتنا الصفية؟"، ومن خلال هذا السؤال قام الطلاب على شكل جماعات بتعديل مجال تركيزهم من خلال مناقشة مشاكل محددة تتعلق بهذا السؤال، المشكلات التي اختاروها تضمنت إلقاء الطلاب للطعام غير المستهلك، استخدام زجاجات بلاستيكية للماء بدلا من الزجاجات القابلة للملء وإعادة الاستخدام، وإلقاء الأوراق بدلا من محو الأخطاء، كان هدفي هو أن يقوم الطلاب بالتفكير بطريقة أكثر نقدية، حول أسباب الهدر في الصف، واستهداف هذه الأسباب من خلال المشروع.

ومن ثم قام الطلاب بالتركيز على مشكلاتهم وإجراء بحث لتطوير خطة لتقليل الهدر، ومن خلال التعاون مع مؤسسة سان فرانسيسكو للأفلام، قاموا بإنتاج أفلام تعليمية موجهة للمدرسة والمجتمع عن الخطة التي طوروها.

العملية
يمكنني القول أن الكثير من الوحدة المخططة جاءت وفقا للمخطط، وذلك يرجع لسبب رئيس وهو المحددات التي وضعتها على الطلاب، "تكلم واختر" حيث كان لكل طالب المجال لاختيار نوع الهدر أو المخلفات الذي سيعمل عليه، وإذا ما كان مشروعهم النهائي فيلم سردي أو توثيقي.

لقد وضعت هذه المحددات خوفا من فقدان السيطرة مع كبر حجم الصف، ولعدم توفر الموارد أو الوقت أو الدعم الفردي ، الذي يسمح لكل مشروع أن ينمو ويصبح أكثر من المجال المخطط له،  لقد اخترت التركيز على التعاون باعتباره المهارة التي يمكنني مساعدتهم على تطويرها وبناء مهاراتهم، لقد رأيت تحديدا بعض الطلاب يكافحون من أجل إدارة المجموعات، حتى مع مجموعة لديهم درجة عالية من الاستقلالية والإحساس بالمسؤولية، ظل صنع القرار والتخطيط ومشاركة المهمات تشكل تحديا حقيقيا لهم.
طوال المشروع، بدءا من التخطيط وحتى الانتهاء من إنتاج أفلامنا، لقد اعتمدت بقوة على تأمل طلابي والعودة إلى الأفكار مرة أخرى، لقد قمت بتصميم منظم تخطيطي ليقود بحث الطلاب، وأدركت خلال العمل على المشروع أن هذا المنظم  لم يركز بشكل كافي على مشاريع طلابي الفردية، ولكن على الهدر والمخلفات بشكل عام، وبعد مناقشة مع زملائي قمت بمحو المنظم التخطيطي، وتركت المجموعات البحثية لتقود أبحاثها بذاتها، سواء من خلال الاطلاع على الكتب أو الانترنت، كان يلزمني أن أكون أكثر ثقة أنهم قادرون على أن يكونوا منتجين بدون هذا الدعم.

النتيجة

هل كان خبرتي الأولى للتدريس عن طريق المشروعات ممتازة؟ قطعا لا، هل سأقوم بتكرارها؟ بدون شك

على الرغم من أن خوفي من فقداني السيطرة  قيد المشروع، فقد ظل طلابي منخرطين وقادرين على العمل على المهارة الهامة التي تمنيت أن يتعلموا ممارستها: التعاون، في المرات القادمة سأترك المجال لطلابي لتحديد مجال التركيز وإيجاد المشكلة بأنفسهم (أو أقودهم إلى ذلك) والتي يهتمون بها أكثر من غيرها، يجب أن أثق بنفسي أكثر قليلا من خلال ثقتي بطلابي وقدرتهم على الاختيار والتوجيه لمهامهم البحثية.

حينما أتحدث مع طلابي وأتأمل معهم، يمكنني أن أرى أن كل منهم كان قادرا على إيجاد شيء ممتع في هذا المشروع، البعض منهم أسعده القيام بمجهود بحثي على أجهزة الحاسوب النقالة، البعض أسعده العمل اليدوي على المخلفات، أحد الطلاب ركز جهده على كتابة أغنية لفيلم مجموعته، أفضل شيء فيما يتعلق بهذه الخبرة هو رؤية طلابي يتميزون في الأشياء التي يستمتعون بها، وإعطائهم الفرصة لمشاركة مواهبهم مع أقرانهم، التحدي الشخصي لي سيكون شحذ هذه المهارات في المشروع القادم، والبحث أعمق وإيجاد طرق ذات معنى لفهم المحتوى.

كاتبة المقال: Katie Spear

رابط المقال الأصلي: http://www.edutopia.org/blog/first-pbl-learning-from-students-katie-spear







0 التعليقات :

إرسال تعليق