علمني كيف اصطاد
بقلم
المربية المبدعة: أ. فاطمة قراقع
كم
انا محظوظة :
معلمة
حديثة العهد بالتعليم .انهيت دراسة المختبرات ألطبية لم
تكن شهادتي انذاك تؤهلني حسب مقومات التربية والتعليم لمزاولة التدريس، فاضطررت
لإكمال دراستي الجامعية بتخصص الاحياء لأزاول مهنة لطالما عشقتها، بالرغم من ان
اساتذتي في الجامعة عندما كانوا يسألونني عن سبب التحاقي بالتخصص
لأجيبهم : انني اهوى التعليم، يجمعون على أنني مجنونة !
دخلت
عالم التدريس منذ ثلاث أعوام، كنت اعتقد أن التدريس هو أن تدخل إلى الصف، تلقى ما
تستطيع إلقاءه من معلومات أمام طلبتك المستمعين، وكلما كنت معلما ناجحا كان لديك
اسلوب القاء جيد .. واجبات يومية متنوعة .اسئلة تتفنن في تعقيدها ليحلها الطلبة
..الخ ليخرجوا بعلامات جيدة ... وذلك الذي لم يكن ... !!!
في
البداية لم يكن الطلبة مستمعين جيدين ابدا بل بدءوا بالتفنن في ازعاجي وبلبلة
الدرس الى ان استطعت بين شد وجذب ان اجعلهم يحبوا الحصة .
الصفوف
مقسمة الى ثلاث مستويات من الطلبة. مَن درجاتهم عالية..متوسطة..ودرجات متدنية، في
الحقيقة وبالرغم من ان الطلبة احبوني وأحببتهم وادعوا انهم يفضلون حصتي إلا ان
درجات الطلبة بقيت على حالها بالرغم من الإعادة المستمرة للدرس والشرح المتواصل ..
ولكن دون فائدة، كنت أعيد تقييم الحصة بيني وبين نفسي وبيني وبين طلبتي دون جدوى
الى ان جاء يوم طَلبت فيه ادارة المدرسة منّى الالتحاق بدورة تتعلق باستخدام
مهارات القرن الواحد والعشرين في العملية التعليمية وهنا كانت نقطة التغيير ....
انا
جاهزة لان ان اتغيير :-
بالانضمام
الى هذه المجموعة ادركت خطأ جسيما وقعت فيه, وهو أنني في كل حصة ودرس كنت ازيد الى
نفسي عدد مرات حفظ الدرس وأدركت ان الطالب هو الذي يجب ان يناضل ويساعد نفسه على التطور والانجاز
بدعم ومساعدة مني ...
اولا
بعد ان حضرت لي د. سعاد العبد اول درس اكدت ما كنت أظنه لذا استعددت داخليا لسماع
أي تعليق ... سوف استثمر المعرفة التي امامي خير استثمار اسأل واستمر في التجديد
والخروج عما هو مألوف في التدريس وأتقبل ما يقوله الاخرون طلابا كانوا ام زملاء .
كيف
يمكن أن نكون أكثر ابداعا
جلست
مع طلبتي- وهنا استهدفت صف معين لرصد التغييرات عليه – دخلنا بنقاش صفي, وسألتهم
كيف من الممكن ان نكون أكثر إبداعا ؟؟ جعلتهم يتكلمون وكلي آذان صاغية, الآن الدور لهم يجب ان ارى ما
يناسبهم هم وليس ما يناسبني انا ...
خرجنا
بما يلي : اطرح عزيزي الطالب اكبر كم من الاسئلة يخطر ببالك لا تجعل
السؤال يقف بحنجرتك وابحث انت عن الاجابة .
سمعت عبارات امتعاض , عقبت لهم قائلة عقلك يميل الى الخمول ان لم تستخدمه من
الممكن اجبار العقل ان يكون اكثر ابداعا اذا طرحت سؤالا او اكبر كم من الاسئلة
للإجابة عليها. وبذلك يدرك اشيااء جديدة ...
الطريق
نحو المستقبل
ما
قررته هو أن أخوض مع طلابي مغامرة السعي نحو المستقبل، أن يقوم كل منهم بالبحث عن
المعرفة وتصنيفها وتحليلها، تفنيدها وتفكيكها وإعادة ربط العلاقات بين المفاهيم،
لكن الأهم من ذلك كله، هو أن يكون قادرا على الاستفادة مما تعلمه في بناء معرفة
جديدة ونشرها، أن يربط تعلمه بمنتج يستطيع أن يقدمه إلى الآخرين
املأ
مخك بأشياء جديدة و معلومات جديدة :
اجبتهم
لا تريدون الأساليب المعهودة فليكن .. ولكن يجب أن ندرك ان الافكار الجديدة هي
افكار قديمة حصل عليها بعض التغيير والتطور , علينا ان نتعلم الجديد. كان
من ضمن الجديد (عرفتهم على برنامج وردلي Wordly لسحابات الكلمات رأوا بأم أعينهم كيف أن الكلمات غير المترابطة
او التي تبدو غير مترابطة تجمعت لتصبح جملة محددة ومفهومة .
كنت
اراقب سعادتهم وهم يقومون بالتمرين J
جمّـــــــــــــــــــــع
خبراتك :
في
الحصة التالية طلبت منهم رصد ملاحظاتهم للأمور قائلة : لا تتورع عن الاستعانة
بكاميرا التصوير (والتي اصبحت فيما بعد رفيقاً لحصص العلوم) ,وأقلامك ,ألوانك
,والتقاط بعض الصور وإجراء بعض التجارب وتطبيق الرسوم وصنع المجسمات ,واكتب
ملاحظاتك أي شيء وكل شيء شدك التفكير فيه ممكن ان يكون مصدرا للإبداع وتعميق
المعرفة .
قلت
لهم : بتدوين اكبر كمية من الكلمات وجمع الصور تساعد دماغك على حفظها وتسجيلها
واستخدامها في وقت لاحق .كلما انغمست بالعمل اكثر كنتَ مبدعاً اكثر .
وهنا
كان علينا تعلم برنامج آي درو Idraw الخاص بخرائط المفاهيم لاحظ طلابي إنهم من خلال هذا البرنامج
عليهم ربط الأشياء التي قد لا تكون أصلا مترابطة فوجدوا أن من الإبداع أن تجد
رابطاَ بين المفاهيم .
تفاجئت
بالسرعة التي تعلموا بها على هذا البرنامج وعمل مسابقات فيما
بينهم والتنافس في تحقيق الخريطة الاصح والأجمل كنت اشاهد ابداعات تخرج للنور من طلبة لم اتوقع منهم ابداعاَ وهنا ادركت نعمة التغيير .
جاءت
مداخلتك استاذي الكريم بتعليق قمتَ أنت به عند أول مرة تصفحتَ بها مبحث العلوم أن يضيفوا صورا للخرائط
المفاهيمية حافزا لهم ليكونوا أفضل، تعليقك شغل جزءا من تساؤلاتهم في الحصة
التالية كما كان كل تعليق يشغلهم ليكونوا أفضل وليثبتوا إنهم يعرفون، هذا ما أكد لي انهم عندما يريدون يستطيعون ... J صرت ارحب بكل المداخلات , مما جعلني اقبل انضمام اعضاء من خارج
مجموعتهم الى المبحث .. ليعرفوا ان هناك اراء اخرى حري بنا ان نأخذها بعين
الاعتبار ..
عزز
قدراتك على الابداع خطوة بخطوة:
طرحت
سؤالا لتجربة ما وطلبت منهم اقتراح ثلاث طرق لاجراءها للحصول على نفس النتيجة
التجربة
:.................
الطريقة
1-..........................
الطريقة
2...........................
الطريقة
3...........................
|
مما
يعني اسلك طرقا مختلفة عن الطرق الاعتيادية , ليس الخطأ جريمة !! المهم ان تحاول
لترى كيف تغيرت رؤيتك ونظرتك وطريقتك في التفكير وبالتالي زادت مهاراتك, نجحت؟ تهانينا .. بإمكانك القيام بالمزيد و بالتدريب المستمر
يجعلك تحشو الدماغ بطرق وتجعلك افضل في اعادة تقييمك للأمور .
ابدع
اكثر فأكثر
الان
عليك ان تجرب بنفسك بما اننا مختلفون فأننا نحتاج الى طرق متنوعة للحصول على الهدف
والمعلومة انا اختلف عن طلابي وطلابي يختلفون عني وهم يختلفون عن بعضهم فإذن كلٌ يحتاج ان يعمل حسب طريقته وما يتناسب مع شخصيته من هنا تبين
لي ان ليس كل ذكاء هو ذكاء IQ بل هناك ذكاءات اجتماعية ومهارات لا نستطيع اكتشافها في الفرد
إلا إذا سمحنا لها بالظهور والانطلاق وهذا ما سعيت له مع طلبتي خلال السنة
الدراسية كاملة
العمل
الجماعي يسمح للشخصية بالظهور
اذ
ان على الجميع ان يعمل بفاعليه ويندمجون خلال عملهم ويعملون بسرعة مما يؤدي الى
تنمية ابداعاتهم بكفاءة تواجد الطلبة مع بعضهم في مجموعات يجعل الطلبة يستفيدوا من
خبرات بعضهم عدا عن رغبتهم في اظهار مواهبهم امام بعضهم
..الان صرت التفت الى شخصيات طلبتي وليس الى علاماتهم . :)
تغييرات
بسيطة تخلق نتائج كبيرة :
بالاستماع
والاهتمام والمتابعة وتعديل الانماط المألوفة في التعليم ساعد في تخطي الحواجز
وخلق روابط جديدة (الان صرنا بمجرد ان تطرأ فكرة على رأس احدهم نشعره بأهميتها
والمبادرة بتنفيذها )
صرنا
الان ندخل الزراعة والفنون والطهي والرحلات.. لتقوية
المفاهيم, الهدف كان عمل علوم خليط , كلما انخرطنا اكثر كنت اشعر
بالسعادة والاقتراب من الهدف اكثر ....
اخلق
لنفسك مشاكل اكبر واكبر :
كلما
واجهتنا مشكلة اقول لهم بالحرف الواحد بسيطة , تستطيع حلها !! ونبادر الى حلها اما
مجموعات او معاً. نقسم المشكلة الى اقسام , نتجاوزها
نقطة نقطة لنقترب من النتيجة لاحظت ان العصف الذهني يعطي حلول كثيرة اغلبها جيدة
(هنا استعنت بجملة قلتها حضرتك في ورشة عمل شهر 10 ان كل ما ينتجه الطالب يجب ان
نتلقاه بالقبول والاحترام
واتخذنا منهاجا لحل أي مشكلة :
1 - كلما كانت الافكار المطروحة اكثر كان ذلك افضل
2 -
تقبل كل الأفكار .
3-
ندون كل فكرة امام الطلبة على السبورة لتحظى بحقهامن الاحترام ولتعزيز صاحبها على
السير قدما .
4-
نربط الافكار يبعضها
5-
نراجع الافكار ونقيم صلاحية كل فكرة للتطبيق مع الاحتفاظ بالأفكار الباقية لكي لا
يؤثر رفضها سلبا على نفسية من قام بطرحها
كنا
نحاول استغلال القدرات وخلق اسليب جديدة في كل مرة نبتعد عن الروتين الذي يقتل
المواهب ونحاول تحويل الافكار الى واقع عملي , نبتعد
عما هو غير ضروري , والسماح لأكبر قدر ممكن من الطلبة بالمشاركة في التطبيق. اذا واجهنا أي اعتراض امام أي فكرة نقوم بالتالي
1- نقاش مع الطلبة لتقريب الافكار
2-
اعرف وأحصي عدد المهتمين
3 -
اقنع الاخرين
تحتاج العملية التعليمية الى الكثير و الكثير والكثييير من الصبر وتجاوز المعيقات والمخاوف والمرونة في التطبيق , والامتنان لكل
المحاولات وإظهار الاهتمام .
تجاوز
المخاوف :
مثلا
كنت اواجه مخاوف الطلبة من شرح افكاره امام زملائه وحتى يعزز طلاقته الحواريه امام اقرانه حددت واجبا كل شهر يلقي فيه كل طالب حديث مدته خمس
دقائق أمامي وأمام جميع زملائه
التكنولوجيا
رائعة بكل اشكالها سهلت تواصلنا مع بعض بإرسال رسالة .اتصال ماسنجر .محادثات مسموعة
ومرئية وفي خارج اوقات الدوام اظهرت التكنولوجيا وتطبيقاتها نشاطاَ لدى الطلبة
الخجولين والمتحفظين والأغلب كان بظهر استمتاعا ونشاطا خلال حل الواجبات على
البرامج الحاسوبية .
الخلاصة
:
العلم ليس اجباريا ابدا هناك طلبة تحب القراءة والحفظ وهناك من يحب العمل عزز نوع كل طالب لا تجعل الطالب يتكيف مع
جمود المقررات الدراسية بل عزز قدراته على الاطلاع الدائم ب (مشاهدة القنوات
التلفزيونية .عمل البوستات . تقليد اختراع . بالرحلات التعليمية والتى لن تخلو من
الترفيه...الخ . اشعل طاقاتهم بالعمل الدائم وقدر الامكان
والاهم من ذلك ان تجعلهم يحبونه . لا تعطهم سمكاً بل علمهم كيف يكون الاصطياد ...
0 التعليقات :
إرسال تعليق