عن عظمة الفشل

"لقد شعرت بالفشل"

لا توجد عبارة يطرب ها قلبي مثل تلك العبارة عندما أسمعها من معلم يجرب طريقة جديدة لأول مرة، لا يرجع الأمر إلى كوني شخصا سيئا، على الأقل في هذه الحالة، ولا لمشاعر شماتة لا قدر الله، بل لما تحمله من الكثير من المعاني العظيمة:


تعني أن معلما ما قد قرر أخيرا أن يغادر منطقة الأمان، ما أعتاد عليه، ليجرب شيئا جديدا.

و/أو أن معلما اقتنع أن ما اعتاد عليه من أساليب لم يعد صالحا، أو لم يعد صالحا تماما، وبحاجة لما يمكن أن يؤدي لنتائج أفضل

و/أو أن الحائط الذي يختبئ خلفه المعلم "أنا أقوم بما هو متطلب مني"، قد شُرخ أخيرا، وأدرك المعلم أنه بالحاجة للمزيد مما يقوم به لكي يحقق ما يجب عليه فعله

و/أو أن معلما اقتنع أنه بحاجة للمزيد من الاطلاع والتدريب والممارسة لما هو جديد، يمكنني ولابد أن أتطور.

و/أو أن معلما شعر بأن كل تلك "الإجراءات" و"التعليمات" و"الإرشادات" تصبح غير ذات جدوى عند الانتقال من الروتين إلى الممارسة الحقيقية للتعليم والتعلم.

و/أو أن معلما سيواجه جدلا قريبا مع الإدارة التربوية والمدرسية، سعيا لتحقيق ذاته وما يؤمن به
ربما كل ذلك وربما بعضا منه، لكن من الأكيد أن طلابا ما في مدرسة ما سيجدون قريبا الكثير من البهجة والمتعة في التعلم

استمر يا زميل، لقد عثرت على البداية الحقيقية، والعزيمة والإحباط هما خيارات شخصية لا يمكن لأحد أن يدعمك في خيارك، ستواجه تحديات أكيدة، ربما حان الوقت أن تتحول نظرتك للطلاب من دفترا لابد أن تملؤه، إلى كتاب يجب عليك أن تقرأه، ذلك أيضا خيارك الشخصي.


 نصيحتي: افشل كثيرا ولكن افشل أفضل في كل مرة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق