5X 5X 5= إبداع


بحث في أطفال يستقصون العالم

يستعرض الكتاب تجربة تعليمية مميزة، وعلى الرغم أن الكتاب ليس حديثا تماما، فالكتاب صدر في 2008، (الطبعة العربية الأولى صدرت في 2014، والطبعة الثانية في 2016،  عن مركز قطان للبحث والتطوير التربوي، مؤسسة عبد المحسن القطان)إلا أنه يكتسب أهمية متزايدة للمعلمين والمسؤولين وصناع القرار في فلسطين، خاصة مع التوجه نحو المزيد من "المأسسة" في التعليم قبل المدرسي (رياض الأطفال)، لا يقدم الكتاب قالبا صالحا للنسخ، بقدر ما يؤشر لروافد جانبية، قادرة على تزويد إضافات حاسمة للرؤية والمنهجيات والممارسات، للتيار الرسمي التقليدي، الذي يحرم الممارسين غالبا من العمل معا نحو تطوير بيئة مهمة لتطوير الطفل لأقصى قابلياته الإبداعية.
ويقع الإبداع في قلب الرؤية البحثية الإجرائية المؤسسة للتجربة، التي تستهدف العمل التشاركي بين المربيات والفنانات والمواقع الثقافية والفنية مثل المتاحف والمعارض والمسارح، بحثا عن طرق "تعزيز الإبداع والابتكار لدى الأطفال ومعهم"، وإعادة بناء السياسات التعليمية ارتكازا على الإبداع، وإعادة الاعتبار لممارسات الأطفال باعتبارهم "بناة معرفة فطرية خلاقة ومستكشفين ومشاركين في بناء تعلمهم".
سؤال عن السياق
كل تعلم هو ابن مجتمعه، يستمد سماته من خصوصياتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، إلا أن التأمل عبر عدسة التجربة يساعدنا على فهم سياقنا الخاص، ففيما يتعلق بالأهداف العامة للنظام التعليمي هناك وهناك يحضر الإبداع بقوة، إلا أن سياق التجربة يرتبط بتشريعات ومبادرات حكومية، تحرض المعلمين والمعلمات على القيام بمغامرات مع طلابهم تخالف السائد والمألوف، مما يحافظ على دور المعلم كمبدع وميسر للإبداع.
أما على السياق العالمي فالتنافس بين نظم التعليم يدور حول الإبداع وقدرة كل نظام على تزويد مجتمعه بأكبر عدد من المبدعين، لتلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوق العمل،  وهي تبدأ مبكرا جدا، من عمر ما قبل المدرسة، المجتمع في حاجة لهم بشكل متزايد، المشكلات الطارئة واليومية، بحاجة إلى توظيف مهارات غير مألوفة، دور المدرسة هو  مساعدة الطلاب على تطوير هذه المهارات.
التطور المهني: التعلم من وضع الحركة
إذا ما عدنا لكتب المنظرين التربويين في نهايات القرن الماضي، سنجد عبارات مثل تعلم كيف تتعلم كمهارة أساسية للحياة في المستقبل، حسنا! نحن الآن في المستقبل المرصود، الانفتاح على التجربة الإنسانية وإدارة التعلم الذاتي، نحن قطعا في حاجة لمعلمين قادرين على البحث الدائم عن إجابات أفضل لأسئلة تتغير باستمرار،  والبحث عن فرص تعمل أفضل، تؤهلهم لفتح الباب الذهبي للمستقبل: الإبداع، لم يعد الإبداع مهارة النخبة بعد الآن، بل هو بطاقة انضمام لكل فرد في نادي المستقبل، مهارة أساسية للحياة، ومن أجل ذلك تثير التجربة فضول الأطفال إلى الحد الأقصى، من خلال تجارب فنية وانخراط في الطبيعة، والتساؤل عن كل ما يحيط بهم، والمعلمون كذلك.
يقدم الباحثون/ الممارسون أسلوبا/منهجا في بناء المعرفة الإجرائي التأملي، من أجل الوصول إلى برامج مرنة ومحكمة، قائمة على استبصارات عميقة في عملية التعلم وترجمتها إلى ممارسات فعلية، وفحص أثر تلك الممارسات على الأطفال وعلى أنفسهم، من موقع الانخراط وليس المراقبة، ويلعب التوثيق والمشاركة دورا هاما في اتساع التأثير، لتمتد من المشاركين إلى السلطات المحلية والمجتمع بأسره، وهو ما ساعد في "تزايد عدد الناس المشتركين بشكل دراماتيكي على مر السنين".
بنى الحرية
يتطلب الإبداع توظيف أطر/ بنى لممارسة الأطفال والراشدون لحريتهم، بطريقة منهجية أبعد ما تكون عن العشوائية، تلك البنى يجب أن تصمم بعناية، لاتاحة أقصى مساحة للإبداع، والتيقن أن الجميع يحقق التقدم المطلوب في تعلمهم، والوصول إلى جداول زمنية مفتوحة، تسمح للمربين بالالتزام في تخطيط وإدارة تعلم الأطفال،" وتوظيف طرق للتعلم يقلصون فيها من  سيطرتهم على أنشطة الأطفال، وإتاحة المزيد من الحرية والمسؤولية إلى الأطفال.


ممارسات التقييم
للإجابة عن أسئلة من قبيل هل تعلم الأطفال حقا؟ هل حولهم هذا النهج لمبدعين؟، يستعرض فريق العمل عشرات من المواقف التي أستطاع الطلاب أن يطوروا مفاهيمهم  ويربطوا بين معارفهم، لإعادة انتاجها في صيغة إبداعية، نحن نتحدث هنا عن التقييم باعتباره "جزء" من عملية التعلم ذاتها، وليس للحكم عليها، من خلال إتاحة المجال ليقدم المتعلم أقصى أداء ممكن.
ويوفر الفن مجالا واسعا للعمل منذ اللحظة الأولى، يختار الطلاب من خلاله موضوعات تعلمهم والموضوعات، ويتحملوا مسؤولية تنمية مهاراتهم، بالاستعانة بالكبار كمصادر للتعلم، وتطوير مهارات التصميم والتعبير، بصورة تساعد المربيات المشاركات على تحقيق استبصارات عميقة في بنى التعلم الإبداعي وصيروراته، ينبع التقييم هنا من قلب عملية التعلم، ويساهم في التطور على مدار مراحلها المختلفة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق