استخدام حوائط الصف في التدريس

استخدام حوائط الصف في التدريس

تجربة ثرية وصالحة للتطبيق في موضوعات عدة ولصفوف مختلفة، استخدام الحوائط كمصدر تعليمي يقوم من خلاله الطلاب بجمع ونشر مادة تعلمهم، حيث يتعاون الطلاب من خلال الأنشطة المختلفة على جمع المعلومات وإعادة صياغتها، ومن ثم توفير المحتوى المطلوب للتعلم حول موضوع الوحدة، ويتنوع المحتوى بين تحليل لنصوص أدبية ومُنظِمات بصرية وملخص لمعلومات أو آراء تم جمعها، ونتائج للعصف الذهني حول قضية محددة، وبمجرد أن يكتمل عمل المجموعات المختلفة أصبحت المعلومات متاحة للجميع، وهي مادة تعلمهم، والهدف لا يقتصر على جمع المحتوى فحسب، ولكن ترمي الأنشطة التعليمية بالأساس إلى تعميق فهم الطلاب بموضوع التعلم، واعطائهم السيطرة الكاملة على ما يتم تعلمه، من خلال القيام بأنشطة عقلية ومهام مختلفة الصعوبة.

بدأت المعلمة بتقسيم الطلاب إلى مجموعات، وتحديد القضية التي سيعملون عليها بناء على رغبات الطلاب، ومن خلال النقاش تم تحديد الأطراف المنخرطة في القضية على مستوى مجتمع الحي، وتم توزيع المهام على المجموعات المختلفة، بحيث تقوم كل مجموعة باستقصاء آراء جماعة محددة من المهتمين وتحليلها وتلخصيها وعرضها على شكل بصري يوضح أهم ما استخلصوه منها.

في مرحلة تالية تم تحديد المصادر المطلوبة التي تتناول الموضوع من زوايا مختلفة، وتوزيع المهام على الطلاب بحيث تقوم كل مجموعة بتحليل النصوص واستخراج أهم ما ورد فيها من معلومات وأراء ، ويطور الطلاب وجهات نظرهم من خلال الأنشطة المختلفة للوصول إلى رؤية خاصة بهم، وعرضها للآخرين.
بعد ذلك يسمح للطلاب بالتنقل أو ما تدعوه المعلمة "البحث المتجول" حيث يقوم الطالب من خلال تنقله بين أعمال المجموعات في بناء مدخله الخاص أو نشاط ختامي يقوم كل طالب من خلاله بتركيب تصوره الخاص حول وحدة التعلم، وهو ما يسمح له بالاستفادة من الآخرين، وفي نفس الوقت ينمي حسه بالمسؤولية أثناء العمل ضمن مجموعة، حيث ما سيقوم به من جهد سيعود على الجميع.

وتخضع أعمال الطلاب لعدة أشكال من التقييم من خلال ما يسمى"الجواهر والفرص" ، فمن خلال "تقييم الأقران" يقوم كل طالب بالبحث عن "الجواهر" أو الأشياء القيمة التي أوردها صديقه، بينما يستخدم التقييم الذاتي بعد الانتهاء من كل الأنشطة حيث يحدد كل طالب "الفرص" التي يمكن من خلالها أن يطور أدائه أو مهاراته في المرات القادمة، ويستخدم "التأمل" كأداة تقييم شاملة، حيث يتأمل الطالب في كل ما مر به من مراحل خلال الأنشطة، ليحدد ما تم تعلمه وكيف تعلمه، كيف أستفاد من كل نشاط، وكيف دعمه جهد زملائه في المجموعة، وكيف استفاد من عمل زملائه في المجموعات الأخرى.

تفتخر المعلمة بالعديد من الأشياء في هذه الاستراتيجية، فهي تتطلب من الطلاب الحركة والنشاط داخل الصف وخارجه، وتسمح لهم بتطوير شخصياتهم وأفكارهم عن موضوعات التعلم، وتعلي صوت الطلاب في محتوى التعلم، كما تسمح لهم بتطوير أفكارهم حول ادائهم واداء زملائهم، كما تنمي مهارات العمل التعاوني والتفكير الناقد والتحليل والصياغة والاستخلاص، إلا أنها ترى أن النقطة الأكثر جدوى في هذه الاستراتيجية هي أنها لا تنتهي بحصول الطالب على مجموعة من المعلومات، ولكنها تفتح المجال لمزيد من التساؤلات حول موضوع التعلم ذاته، ولكن أيضا حول ذاته وأفكاره والعالم من حوله.
للإطلاع على لمحة من هذه الطريقة الممتعة، شاهد الفيديو التالي:


0 التعليقات :

إرسال تعليق