مدونة تربية حرة تحاور أ. بدرية أحمد: عن تعليم العلوم من خلال الدراما وعباءة الخبير

مدونة تربية حرة تحاور أ. بدرية أحمد
عن تعليم العلوم من خلال الدراما وعباءة الخبير

الشغف بالتعليم والتعلم، والقدرة على تجاوز السطح نحو الأعمق، والتعامل مع الطلاب كأشخاص لهم مشاعرهم وطريقة تفكيرهم الخاصة، وعدم اختصارهم في بعد واحد يتعلق بالتمدرس، ذلك هو أهم ما يميز تجربة أ. بدرية، وطغى على الحوار خلال ما يزيد عن الساعتين، أسعدني أن أقوم فيه بدور المستمع لكل ذلك الكم من الخبرة، تجربة مميزة ونوعية تلعب فيها الطالبات دور الخبيرات والمختصات للوصول إلى الحقيقة فيما يتعلق بجسم الإنسان وتركيب أجهزته وتراكب أعضائه، والآن هو دوري لاستكشف ما يقف وراء تلك التجربة، من خلال الحوار التالي.

أثناء الحوار في مركز PITTI (عدسة: أبو ثائر)

-         أ. بدرية تعرفت عليك كمديرة مدرسة أولا وكمعلمة بعد ذلك، ثم كشاعرة وناقدة وساخرة عبر كتاباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن حين قرأت سيرتك الذاتية كما دونتيها لإحدى المجلات التربوية، شعرت بالدهشة، فخلفيتك المعرفية تشي بمستقبل كمعلمة تقليدية، متى وكيف حدث هذا التحول؟
o       خلال سنوات عملي الأولى، والتي امتدت طويلا، كنت دائمة التساؤل حول نواتج عملنا كمعلمين، أقصد أنني وزملائي كنا نكدح حرفيا في الشرح للطلاب، وتوفير كل الوسائل التي تدعم التعليم التقليدي، من نقاش مع الطلاب وعمل تجارب في المختبر وغيرها من الوسائل، إلا أن المردود كان دائما أضعف من طموحاتي، سواء على مستوى طلابي في الصف، أو على مستوى النظام التعليمي ككل، ومع دخولي في تجربة التعامل مع طلاب التربية العملية، على مستوى البكالوريوس فأعلى، والذي يفترض فيهم الجاهزية للتدريس في المدارس، صعقني ما هم عليه من ضعف بشكل عام، ليس فقط فيما يتعلق بأساليب التدريس، ولكن في المحتوى المعرفي كذلك، وعام بعد عام، كنت اكتشف المزيد من التراجع على مستوى الطلاب، ذلك مخيب للآمال، فتلك النواتج تعود لتصب مرة أخرى في المدرسة كمعلمين، وهو ما يعني أن مجمل جهودنا كمعلمين تساهم بشكل قاطع في تراجع المجتمع، كان لابد من كسر تلك الحلقة.
ترافق ذلك مع التحاقي بتدريب تطوير القيادة والمعلمين (LTD) والذي ساهم بشكل حاسم في اطلاعي على العديد من استراتيجيات التعليم الأكثر حداثة، والتي لا تتمحور حول المحتوى فحسب بقدر ما تسعى لتطوير مهارات الطلاب المعرفية ذاتها، الحقيقة أن البرنامج بحد ذاته كان فرصة ممتازة للالتقاء بالمدرب أ. عواد شرف، وما قدمه من نمط في التعليم والتعلم مغايرا تماما لما اعتدنا عليه، من خروج عن المألوف والانخراط في التجربة وطرق تواصل غير تقليدية مع الطلاب، لقد كان بحق نعم المرشد المهن في هذه المرحلة الحاسمة من حياتي العملية.
-          لم يكن التعليم من خلال الدراما هو تجربتك الأولى إذا في مجال التعليم المغاير
o       في البداية كانت محاولاتي للخروج عن النمط التدريسي التقليدي السائد بدائية إلى حد ما، ولم تحقق الأثر الذي كنت اتوقعه، وبعد البرنامج السابق، قمت بتنفيذ فكرة "مركز التعلم" وتقوم على تقسيم الطالبات إلى مجموعات، وتقسيم محتوى المنهاج فيما بينهن، وكل مجموعة مكلفة بعمل وسائل تعلم تفاعلية تشرح الجزء الخاص بها، والتي من خلالها تتعلم باقي الطالبات هذا الجزء من المحتوى، وكان التجربة مؤثرة إلى حد كبير، فطالبات الصف العاشر الذين طبقت معهم التجربة اتسم مستواهن العلمي بالضعف، في الاختبار الأولي نجحت طالبتين فقط من 20، كن أيضا غير معتادات على النشاط عموما، وعلى التصميم والتفكير والعمل بشكل مستقل بشكل خاص، وهو أحد عيوب التعليم التقليدي، كما اتصف سلوكهن في البداية بعدم الالتزام بالمهمات المطلوبة.
إلا أن الطريقة ساعدتهن بشكل كبير في إتقان المحتوى، ففي الامتحان النهائي رسب فقط 4 طالبات، ولكن الأهم هو ما أحدثته التجربة من تحول في شخصياتهن، وقدرتهن على التواصل بشكل فعال، والتعبير عن أفكارهن وعرض تجاربهن بشكل مؤثر، وهو ما اتضح من خلال المعرض الذي قمن بعمله لعرض منتجاتهن، والذي شارك فيه عدد من التربويين والمسؤولين الرسميين عن التعليم، ولفت انتباههم بشدة مدى ما أحدثته التجربة من تحول على ثقة الطالبات بأنفسهن.
الطالبات داخل الخلية (مركز التعلم)
-         ما هي إذا اللحظة التي قررت فيها استخدام الدراما؟
o       كنت قد التحقت بالمدرسة الصيفية لتعليم الدراما، بالتعاون مع مؤسسة قطان للبحث والتطوير التربوي، وهي عبارة عن برنامج تدريبي لمدة أسبوعين في جرش على مدار ثلاث سنوات، لتعليم الدراما وتوظيف عباءة الخبير في التعليم، على يد خبراء عرب وأجانب، ومن خلالها تدربت على تخطيط أنشطة التعلم من خلال الدراما، وكيفية تطبيقها في السياق المدرسي، والتأمل في خبراتها.

في رأيي أن عباءة الخبير أكثر ملاءمة للمواد ذات الطبيعة العلمية من الدراما التكونية التي تركز على البعد القيمي، حيث يتم تقديم المفاهيم العلمية ضمن سياق يقوم فيه الطلاب بدور الباحثين الراغبين في الوصول للمعرفة، ولا يعني ذلك الفصل بينهما، فحين القيام بمهمة معينة لا يمكن فصلها عن المنظومة الأخلاقية التي تؤمن بها كل طالبة، بل قد يكون من الضروري الدمج بين ما هو علمي وما هو أخلاقي
وهو ما يشبه عملنا كمعلمات، فعلى الدوام ترتبط قراراتنا المهنية بأبعاد أخلاقية، فمثلا حين تكون أمام خيار هو استغلال الوقت لانهاء المادة العلمية المفروضة أو التوقف لعلاج مشكلة سلوكية عند بعض الطالبات، هذا قرار مهني أخلاقي.
-         وكيف تم التخطيط للموضوع؟
o       يصعب التخطيط للدراما بشكل حاسم، امتلك تصور في ذهني عن طبيعة الأنشطة وتسلسلها، إلا أن الطالبات يفاجئنني دائما بأسئلة أو مواقف تحدث تحولات درامية في خط سير الأحداث وتتطلب تغيير قد يكون جذريا في السياق.
بدرية في لقطة تمثيلية مع الطالبات (كيف سيواجهن مديرة المختبر
المتسلطة؟)

في البداية لاحظت أن طالبات الصف بالإضافة إلى الضعف الأكاديمي، تشيع بينهن عدد من المشكلات السلوكية، التحيز والشللية والمشاحنات المستمرة بين الطالبات، وضعف التواصل فيما بينهن، وكذلك تفشي الوشاية بشكل خاص، وكأن كل منهن تنتظر الأخرى لتخطيء لتسارع بالإبلاغ عنها، قررت الاستفادة من دراستهن لأجهزة جسم الإنسان في العام الماضي والحالي، لأقدم لهن عباءة الخبير "الطبيب الجنائي" لإضافة بعد الإثارة والصراع للموضوع.

استفدت من "مركز التعلم" في مرحلة سابقة، وهو مصمم على شكل خلية، ساعدهم على الخروج من الرتابة التقليدية، من خلال لمس مكونات الخلية والحياة داخلها، بعد ذلك قدمت لهم الدور حول "الطبيب الجنائي" في الفحص الطبي للجرائم، وتحديد أسباب الوفاة، وكان عدم معرفتهم بما يقوم به عقبة في البداية، إلا أنه سرعان ما تحول إلى دافع حيث تحمسن لفهم جوانب هذا الشكل الجديد من الطب الذي لم يعرفنه من قبل.
تسمى تلك المرحلة بمرحلة التعاقد، حيث عرضت عليهم لعب دور الأطباء الجنائيين والتحقيق في جريمة قتل، تشجعت في البداية مجموعة من الطالبات، سرعان ما أعقبها بقيتهم، باستثناء طالبة واحدة أعرضت عن المشاركة، طلبت منا التواجد معنا حتى في حالة عدم مشاركتها، وأن المجال مفتوح أمامها للمشاركة متى رغبت.
بعد ذلك تم استخدام مجموعة من الأعراف التي تساعدهن على الاندماج في الدور، مثل أطلب منهن أن تتخيل كل واحدة أن تؤدي ما الذي تقوم به الطبيبة الجنائية خلال عملها من خلال صورة ثابتة.
في المرحلة التالية، طلبت منهم أن يرسمن مكان عملهن على رول طويل من الورق، لترسيخ انتمائهن للمهمة التي وافقن على القيام بها، حادثة هامة حصلت هنا، قامت أحدى الطالبات خلال حركة غير مقصودة بقطع ورقة زميلاتها، كان رد فعلهن الغضب الشديد، وهذا له علاقة بالبعد القيمي الذي أرغب بالوصول إليه، مثل ترسيخ قيمة الحفاظ على أماكن دراستهن وتنظيمها، وكذلك ضبط السلوك والانتباه للآخرين أثناء الحركة.


-         كيف تم تقسيم العمل بينهن؟ وما طبيعة المهمات المطلوبة؟
o       طلبت منهم أن يقسمن أنفسهن إلى مجموعات دون تدخل مني، بالطبع تم تقسيمها وفقا للشللية السائدة بينهن، كانت المجموعات إلى حد بعيد "متجانسة" حيث فضلت الطالبات ذوات العلامات الأعلى البقاء معا ضمن المجموعة الواحدة، أختارت كل مجموعة قسم محدد (قسم التشريح، قسم البصمات، قسم تحليل الدم.....)، طلبت منهن بعد ذلك تشكيل فرق بحيث تتضمن كل فرقة شخص من كل قسم، دون تدخل مني، أصبحن أمام حتمية التفاعل مع أفراد من المجموعات الأخرى، سيساعدهن ذلك على تقبل بعضهن البعض والعمل الجماعي.
كان ذلك مشابها للخبرة التي مررت بها أثناء مدرسة الدراما، حيث تطلب العمل ضمن المجموعات التفاعل مع أفراد من جنسيات وخلفيات اجتماعية وأخلاقية ودينية مختلفة، معظم أفراد مجموعتي ما كنت لاتفاعل معهن في الواقع، خلال العمل اكتشفت أن مساحة الاتفاق بيننا أكبر بكثير من مساحة الاختلاف، ساعدني ذلك على ترسيخ قيمة أساسية في ذاتي، وهي تقبل الآخر، وهو ما أسعى لترسيخه كذلك عند طالباتي، باعتباره ضرورة لمفهوم المواطنة السليمة
أما عن طبيعة المهمة، فهي إعداد تقرير عن حالة قتل لشخصية مهمة في المجتمع، مما يسبب ضغط كبير من الرأي العام ووسائل الإعلام للخروج بالتقرير في أسرع وقت، استغللت درس التشريح حيث قامت بعضهن بإحضار قلب خروف للعمل عليه، ودسست فيه خفية رصاصة، أصابهن ذلك بالدهشة والإثارة إلى أقصى حد.

رد فعل الطالبات لحظة العثور على الرصاصة في قلب المتوفي

-         وما دورك كمعلمة أثناء الدراما؟
o       ألعب عدة ادوار في سياق الدراما، وفق الاتفاق معهم حين أضع معطف المعمل الأبيض فأنا مدير المختبر، وحيت لا ارتديه فأنا طبيبة مثلهن في القسم، أحاول قدر الإمكان التقليل من لعبي لدور المدير قدر الامكان، باعتباره مساو للدور السلطوي للمعلم، وأسعى في المرحلة التالية لتقديم دور مختلف يكون أقل سلطة كذلك
أ. بدرية في دور مديرة المعمل المتسلطة تواجه أحد الطبيبات الجنائيات
في المرحلة الحالية يضغط عليهم مدير المختبر، حيث يمنع أيا منهن من مغادرة المختبر قبل تقديم التقرير كاملا، هنا نحن في مرحلة الصراع، حيث مطلوب من كل فريق منهن أن يختار حلا، بعضهن اخترن أن يعملن بشكل أسرع، البقية اخترن عمل نوبات متتالية، أو حتى الامتناع عن العمل، سأحاول في المرحلة التالية تقليص الخيارات امامهن بحيث يكن مجبرات على الاختيار بين استكمال العمل أسرع أو الامتناع عنه ومواجهة رئيس القسم المتسلط
اختارت احداهن أن تهرب من العمل، سأساعدها على ذلك، ثم سأقوم بتأليب زميلاتها ضدها للوشاية بها أمام مدير المختبر، هنا ستخضع لما يسمى ممر الضمير، حيث ستمر بين صفين من زميلاتها، وتسمع رأي كل منهن فيما قامت به، لا يجب أن اتدخل هنا للتوجيه وتقديم ارشادات حول ما هو صحيح وما هو خاطئ، لكن يجب أن أسمح لهن بتنمية الحس الأخلاقي من خلال المواقف المشابهة، وتوفير مواقف الصراع التي تسمح لهن بالاختيار وفق قناعاتهن.
الطالبة أثناء مواجهة ممر الضمير
-         رائع.. لكن كيف يتم ربط ذلك مع المنهاج؟
o       بداية من الخطأ اقتصار التعليم على المحتوى المعرفي لمعلومات الكتاب فحسب، فتطوير التفكير النقدي ومهارات البحث والاستقصاء، ومهارات العمل الجماعي، يجب أن نعمل عليها بنفس الاهتمام الموجه للمحتوى أو أكثر.
في مرحلة تالية، سيتم اخبارهن بوجود رسالة في جيب المتوفي، على كل منهن أن تتخيل محتوى الرسالة ولمن يتم توجيهها، وكيف يمكن توظيفها في عملهن كمحققات، هنا سيتم أيضا توظيف الخيال والتفكير الإبداعي والناقد والتعبير الحر، وهي مهارات أساسية لطالب القرن الحادي والعشرين


وبالاضافة إلى التشريح كما أخبرتك سابقا، هناك استراتيجيات تستهدف المحتوى العلمي، فمثلا في مرحلة سابقة، تم توزيع صور لأعضاء جسم الإنسان وقامت كل مجموعة بتركيب مجسم لجسم الإنسان، هنا فقط لا يتعلمن عن الأجهزة ووظائفها، ولكن أيضا عن التداخل بينها والتآزر بين الأجهزة المختلفة في أداء الجسد لوظائفه.
-         هل حققت الدراما الأثر المرغوب فيه من جانبك؟
o       مازال الوقت مبكرا لأحكم فالتجربة مازالت في أوجها، لكن يمكن أن احكم بوصولهم لدرجة من التجانس تسمح لهن بالعمل سويا، ذلك كان مفقودا من قبل، كذلك حينما طلبت منهن الحضور للسبت، التزم معظمهن بالحضور ما عدا الطالبات اللائي قد يجدن صعوبة في الوصول للمدرسة لبعدهن عنها، اعتقد أن ذلك دليل على انخراطهن في التجربة
-         كلمة أخيرة أ. بدرية.... ما الذي يمكن أن يعيق أي معلم أو معلمة عن خوض تجربة مشابهة؟
o       هناك معوقات تتعلق بالمناهج ذاتها، التقسيم المبالغ فيه بين المعارف وبعضها البعض لا تسمح بحدوث التكامل، وكذلك كثافة المناهج وعدد الدروس المطلوب من الطالب تعيق المعلم والطالب على حد سواء من التعمق في الموضوعات التعليمية، العبء المكلف به كل معلم لا يسمح له بالتوقف للتأمل فيما يقوم بعمله أو بالتخطيط لأنشطة مغايرة، وحتى إذا توافر له ذلك، فقصر الحصص من جهة وعدم المرونة في توزيع الجدول الدراسي من جهة أخرى تعيق ذلك بالتأكيد.

ولكن الأهم من كل ذلك، فالمنظومة التعليمية نفسها لا تسمح للمعلم بالفشل، لابد للمعلم إذا قدم تجربة جديدة أن ينجح فيها، وإلا فإن الاتهام بالتقصير مسلط على رقبته، وهو مخالف لمبدأ التجريب ذاته، لابد للمعلم من العمل في بيئة أكثر رحابة، تسمح له بالفشل أحيانا لأن التجارب الجديدة تتطلب الفشل، وإلا لن يتحقق أي تغيير، يجب أن يتحرر المعلم من الخوف من الفشل ليتمكن من المساهمة بفعالية في تطوير التعليم.

ينتهي الوقت المخصص للحوار، تسرع بدرية مغادرة، أظنها في خضم خطواتها المستعجلة ترتب كيف ستعوض ذلك الوقت الذي اقتطعه الحوار من مهاماتها كزوجة وأم، تاركة أياي مع اضاءات حول السؤال الذي لا ينفك يؤرقني، متى يصل المعلم إلى لحظة "التنور"؟، القناعة بأن ذلك النمط التلقيني من التعليم لا يقود إلا إلى المزيد من وأد خيال الطلاب وإبداعاتهم ويخنق أفكارهم وشخصياتهم، إنها اللحظة التي يؤمن فيها المعلم إنه لا يعرف إلا القليل عن مهنته، وإن الوقوف أمام الصف وإلقاء المعلومات مهما بلغت براعته، فهو ليس إلا سطح عملية التعليم، وإنه كي يصل إلى العمق حيث الشغف ولذة أن تكون معلما حقيقيا، لابد أن ينفتح على تجارب جديدة وعوالم أخرى، قد يكون وجود آخرين مرشدين له عاملا مساعدا بلاشك، إلا أن القرار يبقى شخصيا جدا في خوض تجربة عقلية مغايرة.







0 التعليقات :

إرسال تعليق